حديث القائد في عيد قيام سلطة الشعب
حديث الأخ القائد في احتفال فاعليات الشعب الليبي بالعيد الرابع والثلاثين لإعلان قيام سلطة الشعب ومولد أول جماهيرية في التاريخ عام 1977. 2011-03-02 وهذا هو إعلان سلطة الشعب ، وأريد أن أذّكر العالم به ؛ أن منذ عام 1977 سللًمت السلطة أنا والضباط الذين قاموا بالثورة للشعب الليبي والمؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية ، ومنذ ذلك الوقت فنحن لم نمارس السلطة لا السياسية ولا الإدارية ، وليس لنا نحن أي علاقة بالسلطة إطلاقا . نحن قمنا بالثورة من أجل أن نحرر الأرض الليبية التي كانت محتلة من أقصاها إلى أقصاها من القوات الأمريكية والبريطانية والإيطالية ، وحررنا النفط وسلمناه للشعب الليبي ، وحررنا الأرض وأصبحت حرة وسلمناها للشعب الليبي ، وافتككنا السلطة من الرجعية ، ومن الإستعمار ، ووضعناها في يد الشعب الليبي . منذ عام 1977 ، والشعب الليبي هو المسؤول عن السلطة ، والنظام الليبي هو نظام سلطة الشعب ، نظام المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية ، وليس نظام رئيس أو نظام حكومة ، أو نظام حزب أو نظام طبقة أو عائلة . والذي يريد أن يتأكد ، ليأت ، نحن نتحداه ونضع أصابعنا في عيونه بقوة . وأريد أن أذكر العالم ببعض فقرات من الإعلان التاريخي ” إعلان عن قيام سلطة الشعب عام 1977 ” الذي أصبحت ليبيا بموجبه جماهيرية دولة الجماهير ، من جمهورية إلى جماهيرية . والجماهيرية تعني دولة الجماهير ، وهي تحكمها الجماهير الرجال والنساء من سن الرشد فما فوق ، وهم أعضاء في المؤتمرات الشعبية الأساسية ، ويُصِّعدون اللجان الشعبية . والمؤتمرات تقرر ، واللجان الشعبية تنفذ . انطلاقا من البيان الأول للثورة ، ومن خطاب زوارة التاريخي ، يقرر أن يصدر هذا الإعلان إيذانا بقيام سلطة الشعب ، ويُبّشر شعوب الأرض بانبلاج فجر عصر الجماهير . يعني أن النظام السياسي في الجماهيرية ، هو أن السلطة الشعبية المباشرة هي أساس النظام السياسي في الجماهيرية ، السلطة للشعب ولا سلطة لسواه ، ويمارس الشعب سلطته عن طريق المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية والنقابات ، ويحدد القانون نظام عملها . – الدفاع عن الوطن ، مسؤولية كل مواطن ومواطنة . سلطة الشعب ، تعني المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية ؛ والمؤتمرات الشعبية هي التي يوجد فيها كل الشعب الليبي ؛ كل الشعب الليبي يعبر في المؤتمرات الشعبية ويمارس السلطة عبر المؤتمرات الشعبية ، وينفذ ما يقرره عبر اللجان الشعبية . نريد العالم أن يفهم هذه الحقيقة ؛ لأنه ليس هناك مكان لرئيس ، ولا لملك ، ولا قائد ، ولا وسيط ، ولا لولي أمر ، بالنسبة للنظام الجماهيري . الشعب هو السيد ، هو الذي بيده السلطة ؛ هو صاحب النظام ؛ هو صاحب القرار ، ولا يصدر قانون في ليبيا إلا إذا أصدرته المؤتمرات الشعبية بالكامل التي فيها كل الشعب الليبي ، ويصاغ في مؤتمر الشعب العام بواسطة أمناء المؤتمرات الشعبية التي أصدرت هذا القانون ، وعندما يصوغه مؤتمر الشعب العام يصبح نافذ المفعول . لا يوقع عليه قائد ، ولا يوقع عليه ” القذافي ” ، ولا يوقع عليه أىٍِّ كان ، إذا أصدرته المؤتمرات الشعبية وصاغه مؤتمر الشعب العام ، ووقع عليه مؤتمر الشعب العام يصبح ساري المفعول ، ويُطبق على كل الليبيين وعلى الأرض الليبية . ولا يمكن رسم أي سياسة خارجية أو داخلية أو إعلان حرب أو سلم ، إلا إذا أقرته المؤتمرات الشعبية . إذن هذا النظام الذي لا يفهمه العالم ، هو نظام سلطة الشعب ، هو نظام الشعب الليبي بكامله ، فمن يعارض سلطة الشعب ؟ . هذه نقطة . خلال هذه المدة الطويلة ، كنت أنا مجرد مرجعية ، رمز ، يستأنس بي الشعب وتستأنس بي الناس ، وعندما يختلفون أحيانا في المؤتمرات الشعبية أو في اللجان الشعبية ؛ أو في النقابات ، إذا لم يحلوا مشكلتهم ، يقولون لي ” نرجوك استخدم نفوذك الأدبي ، استخدم الشرعية الثورية لتساعدنا . وحتى لما نحضر مؤتمر الشعب العام ، نحضره بناء على دعوة من مؤتمر الشعب العام ، يطلبون مني ويرسلون إلي برقية أمام العالم يقولون فيها ” نرجو من الأخ القائد أن يحضر معنا ، ويشرفنا في مؤتمر الشعب العام “. لا أمارس أي سلطة ، ولكن لكي نلقي خطابا ، لكي نشجع الجماهير على ممارسة السلطة ، نُحّرض الشعب الليبي على ممارسة السلطة ، وألا يسلمها لغيره . وأنا أقول مرارا وتكرارا : إن الشعب الليبي حر في ممارسة السلطة بالكيفية التي يراها . فعلى سبيل المثال ، تقريبا في يوم 15 في الشهر الذي فات ، جاؤوني المحامون – وأسماؤهم موجودة عندي- ، جاءني ” عبد الحفيظ ” ، جاءني “المسماري” ، وجاءني” السائح” ، و” كشبور” ، في الخيمة ؛ وقالوا لي نريد أن نشتكي لك ، سألتهم ” لا بأس ؟!”، قالوا ” والله أنت مرجعيتنا ، ونرجوك أن تستخدم قوتك الثورية والأدبية ، وأن شعبة النقابات في أمانة مؤتمر الشعب العام – لست عارفا اسمها شعبة – ، أمين شؤون النقابات قال والله – أمين شؤون النقابات في أمانة مؤتمر الشعب العام -، أمانة النقابات في مؤتمر الشعب العام ، اعترضت على تشكيلنا للإدارة الجديدة لنقابة المحامين ” ، سألتهم ” لماذا اعترضت ؟!”، قالوا ” والله أنتم غير راضين عليكم” ، قلت لهم ” هذا خطأ ، مادخل أمانة النقابات في أمانة مؤتمر الشعب العام في المحامين وغير المحامين إذا كانوا سيشكلون إدارة جديدة لنقابتهم ، سواء كانت نقابة محامين أو أطباء أو مهندسين أو عمال أو فلاحين أو طلاب ، إلى آخره؟!” قالوا ” والله اعترضوا عليها ، ولم يتم اعتمادها ” . وقد اتصلت بأمانة مؤتمر الشعب العام ، وقلت لهم ” أرجوكم ، المحامون عاملون أمانة لنقابتهم ، لماذا تتدخلون فيها ؟!، دعوهم ، أحرار يختارون من يختارون ، والذي يتم إختياره يأتون به إليكم ويقولون لكم هذا نقيبنا ، أو أن هذه إداراتنا الجديدة ، اقبليها يا أمانة مؤتمر الشعب العام ، وأنتم ليس لكم علاقة بهم ، هم أحرار فالذي يختارونه، يختارونه “. قالوا لي ” إن هذه المجموعة التي جاءت إليك ، تمثل الأقلية ، تمثل “400” أربعمائة محامٍ ، بينما المحامون عددهم ” 1500″ ، فقلت لهم ” أرجوكم ، إن الجماعة الذين جاؤوا إليّ ، وقالوا لي نحن شكلنا نقابة ، اقبلوا نقابتهم لأني توسطت لهم ، اقبلوا نقاباتهم والذين جاؤوا به إليكم خلّوه ، وإذا كان هناك 1500 محامٍ ليسوا راضين ، فهم أحرار ، بعد ذلك يستطيعون أن يعملوا نقابة أخرى ، محامون يتفاهم مع بعضهم “. أنا ضربت مثلا بهذا ، أقصد أن هذا هو دوري . وأفادت نفس المصادر بأن هذه الشاحنة ذات الرقم (10387 ) كانت تحمل عند وقوع الحادث كمية من الوقود”(بنزين ) تقدر بـ (30) ألف لتر ما سبب انقلابها في اشتعال النيران فيها . وأشارت ذات المصادر إلى استدعاء فرق الدفاع المدني التي تمكنت من السيطرة على الحريق وإخماده في الحال دون تسجيل أي أضرار بشرية . لكن أنا فوجئت بالمظاهرات ، بالتأييد للقائد في كل أنحاء الجماهيرية ، انفجارات مظاهرات في كل مكان تحمل صور القائد ؛ و” نموت دونك ” مثل الهتافات التي سمعتموها الآن . سألت ” يا إخواننا ، ماذا حدث ، هل هناك أحد هاجم عليّ ؟ ، هل هناك أحد يتقصدني ؟ ، أنا ليس لدي منصب أستقيل منه مثل رؤساء الدول الأخرى ؛ لست رئيس وزراء؛لست رئيس جمهورية “. قالوا ” لا ، يوجد تحدى ” ، سألت ” تحد من أين ؟ ” ، قالوا ” تحد من الخارج ! الإذاعات الخارجية مركزة عليك ، وأبواق الاستعمار مركزة عليك ، هنا شعر الشعب الليبي ، بطعنة في كرامته ، في كبريائه ، شعر بتحدي ، إذا كان وصلت لـ ” معمر القذافي ” الذي ليس عنده سلطة ، ولا هو رئيس ليستقيل ، ولا عنده برلمان ليحله ، ولا عنده دستور .. ، ** القائد : هذه الهتافات ومثلها ، هتافات جديدة سمعتها أول مرة ، والعالم كله سمعها أول مرة ، يعني الجماهير ألفتها ؛ وألفها الشباب وانطلقت بها الحناجر؛ والشعب الليبي بملايينه انطلق يهتف بهذه الهتافات . قالوا ” نحن شعرنا بتحد في كبريائنا ، وفي تاريخنا ، وفي رمزنا ، في أمجادنا ، لأن “معمر” ليس عنده سلطة لكي يتنحى منها ، و” معمر ” أعطانا السلطة ، أنتم تتقصدون ” معمر” ، لماذا ؟”. هذه الهتافات جديدة ، وقد ألفها الشعب الليبي ، وأنا استغربت وقلت ” ما هو الذي يحدث ؟!” لأني لا أتابع هذه المحطات التلفزيونية ، لا أتفرج عليها . القائد : الشعب الليبي شعر بأن المسألة ، مسألة أخرى ، مسألة إهانة الشعب الليبي ، وإهانة تاريخ الشعب الليبي ، التطاول على الشعب الليبي ، كيف “معمر القذافي” يرّكع إيطاليا ويجعلها تُقبّل يد ابن ” عمر المختار” ، تطأطيء رأسها ، كيف ” معمر القذافي “يجبر إيطاليا على الأسف والاعتذار للشعب الليبي عن استعمارها ، وتدين نفسها وتقول غزونا لليبيا كان خطأ ونأسف لذلك . هذا شيء خطير بالنسبة للدول الاستعمارية كلها ، فقد قالت كيف هذه البادرة الخطيرة ؟! الحقيقة ، أن الرجال والنساء والأطفال والشيوخ ، كلهم هبوا هبة واحدة ، ومظاهرات تأييد منقطعة النظير طمسوها في المرئيات العربية ولم يعرضوها ، فعرضها ممنوع عندهم . ونحن نتحداهم بأن يذهبوا إلى كل ليبيا ، ويروا المظاهرات ، وأعطوهم الأشرطة بالتاريخ . هذا الشعار الذي قاله الليبيون ، وأقصد أن الذي يرى المظهر ، يرى كأن ” القذافي ” مطلوب ، وأن الشعب يدافع عن “القذافي” ، وعليه يقولون “كيف من الخارج تطلبون أن يتنحى “القذافي” ؟!، القذافي يتنحى عن ماذا ؟ هو ليس عنده منصب يتنحى عنه ، القذافي هو رمز لهذا البلد ، لليبيين . وقال الليبيون ” مادام القذافي مطلوبا ، فإن هذا معناه أن المطلوب هو تاريخنا ، ومجدنا ، والكبرياء والعز والسلام والرخاء والمحبة التي نحن نعيش فيها جميعا “. خلايا صغيرة نائمة تتبع القاعدة ، تسلل أفرادها من الخارج تدريجيا ، بعضهم ليبيون يعيشون في الخارج في أفغانستان وفي العراق ؛ وبعضهم غير ليبيين ، وبالنسبة للقاعدة لايعترفون بجنسية وطنية ،فهم يعتبرون العالم الإسلامي هو دار الإسلام للجميع ؛ ويجب التحرك فيه في كل مكان ، فمثلا جزائري يقاتل في ليبيا ، مصري يقاتل في تونس ، أفغاني يقاتل في مصر ، هذا كله عادي عندهم . وبعض هذه العناصر كان في غوانتانامو ، أما وبالنسبة للمخابرات الأمريكية فهي تعرفهم بالاسم ، وقد سلموهم للمخابرات الليبية التي أفرجت عنهم بعد فترة ، وهم قالوا ” نحن تبنا وشكرا على أن أخرجتمونا من غوانتانامو ونحن تائبون “. وفجأة بعد ذلك ، خانوا العهد ، وإذ بهم خلايا تتبع القاعدة نائمة ، مجموعة صغيرة في درنة ، مجموعة في طبرق ، مجموعة في بنغازي ، مجموعة في الزاوية ، ممكن بعض المناطق ، ممكن مصراته . أفراد معينون بعضهم تسلل من الخارج ، وسكن في هذه المناطق ، وشكّل خلية نائمة . هذا هو الأساس ، ولذلك نحن موزعون الكتائب ؛ فالكتيبة التي في بنغازي من أهل بنغازي ، وكتيبة في البيضاء من أهل البيضاء ، كتيبة في طبرق من أهل طبرق ، وذلك حتى إذا حدث عدوان خارجي علينا ، فإن هذه الكتائب تجند كل الجماهير . وهذه الكتائب تدرّب أهل بنغازي ، وتدرّب أهل طبرق التدريب العسكري العام استعدادا لأي غزو خارجي ليقوم الشعب الليبي كله مع هذه الكتائب ، بالدفاع كل واحد عن منطقته . فجأة الخلية النائمة في البيضاء مثلا ،تقوم بهجوم على الكتيبة وتطلق النار وتأخذ السلاح ، كما أخذت أسلحة من مراكز الشرطة . بدأ إطلاق النار بين المهاجمين وبين العسكريين وبين الشرطة . والذين قُتلوا نصفهم من الشرطة ومن الجنود الذين فوجئوا بهذا الهجوم المُباغت على ثكناتهم . والذين هجموا على مركز الشرطة ، قُتلوا أمام مركز الشرطة ، وقتلوا الشرطة في نفس مركزهم ، وقتلوا الجنود داخل الثكنة . وقد صدرت أوامر للكتيبة عندما حصل عليها هذا الهجوم ، بأن أوقفوا القتال ؛ لا تقاتلوا الناس ، فقالوا “إنهم يهاجموننا” ، قلنا لهم إتركوا لهم الكتيبة؛ هذه كتيبتهم ، وقلنا للجنود عودوا إلى بيوتكم ، واتركوا لهم الكتيبة ، هذه كتيبتهم وأنا أريد الشعب المسلح ، دعوهم يأخذوا السلاح . أخذوا السلاح من الكتيبة ، وذهبوا وسيطروا على مركز مدينة البيضاء ، والبيضاء هي ليست مدينة ، فالجبل الأخضر قرى ومنازل مبعثرة هنا وهناك ، والبيضاء لا تسمى مدينة ، فهي مركز محدود ، سيطروا عليها بالسلاح . ولأن كل شعبية عندها إذاعة محلية ، فقد دخلوا الإذاعة وسموها “إذاعة الجهاد “. وجاءوا إلى الجامع ، ونصبوا عليه الرشاشات التي أخذوها ، ودخلوا إلى الجامع وعملوه قيادة ، والناس يتساءلون : كيف ؟ ، فقلنا لهم ” لن نهاجم الجامع ، ولن نقتل هؤلاء الناس ، اطلعوا أنتم وخذوا منهم السلاح ” ، قالوا ” لقد خفنا ، فهم معهم سلاح ويطلقون النار في الشوارع . إلى الآن نساء البراعصة ونساء البيضاء ، هاربات من المدينة ؛ ويعشن هن وأولادهن في الغابة ، خائفات من المدينة لأنها كلها رصاص . بعد ذلك ، نفس الشيء ، انتقلت العدوى إلى بنغازي ، يعني نفس الوضع ، كتيبة ” الفضيل أبوعمر ” ، – و” الفضيل أبوعمر ” هذا شهيد ، نسوه إلى أن أحيته الثورة وقالت لهم إن هناك شهيدا اسمه ” الفضيل أبوعمر ” ، وهناك خائن قطع رأسه وحمله للطليان ، فالخيانة موجودة منذ القِدم – . نفس الشيء كتيبة في وسط مدينة بنغازي ، حتى تدرب الناس وتدافع بهم عن مدينة بنغازي ، إذا حصل غزو خارجي . فأخذ المهاجمون السلاح من الكتيبة ، وسيطروا به على شوارع مدينة بنغازي . ونفس الشيء أخذوا إذاعة بنغازي ، وعملوا لها نفس الوضع ؛ إذاعة تقريبا إسمها “الجهاد” . فالذين هم شرطة ؛ والذين هم جنود ، وناس مدنيون ، تم ذبحهم على طريقة الزرقاوي بالضبط حيث يقولون ” الله أكبر ، لا اله إلا الله ” ، ويذبحونه . وإذا بأولئك يمسكون الضباط الذين في بنغازي ويقولون لهم : إما أن تعلنوا كذا وكذا ، ويكتبون لهم … لا تصدقوا الاستقالات التي في الخارج ، أو البيانات التي في الداخل من عسكريين أو مدنيين أو سفراء . وليس هناك ضابط في بنغازي أو في البيضاء ، أمسكوا به ، إلا وقد اتصل بالفريق “أبو بكر” قبل أن يمسكوا به ، ويقول له : إنهم جاءوا إليّ ويقولون لي ” الآن إما أن تعلن معنا أو نفعل كذا وكذا ، فقال له “تصرف كيفما تتصرف ، دعك منهم ، نحن نعرف إنك مغلوب على أمرك “. لقد أبلغوا ” أبوبكر” أولا ، وهؤلاء كلهم الذين تسمعونهم ، ليسوا موالين لهم ، ولا يعرفونهم أبدا ، فقد قالوا لهم ” إما أن تقول هكذا ، أو نحضر نسوانكم وبناتكم أمامكم ” . وقد تجرأ هؤلاء الذين يسمونهم ” الإرهابيين” ، وذهبوا ليأخذوا مخازن الأسلحة ، ومخازن الأسلحة هذه مخازن إستراتيجية ، وهي خطيرة إذا وصلوها . لذلك فقد صدرت الأوامر بتدمير هذه المخازن ، فبدأ الطيران يقصف في كل مرة مخزنا من مخازن الذخيرة أو السلاح ، في تلك المنطقة حتى لا يأخذه هؤلاء الذين يسمونهم ” الإرهابيين “. ولو استولى هؤلاء الإرهابيون على هذه المخازن ، فإنه شيء خطر . لا توجد مظاهرة – وهاهي الآن الصحافة العالمية موجودة ، والسفراء الأجانب موجودون – خرجت أبدا ، لا في بنغازي ، ولا في البيضاء ، ولا في درنة . لقد جاءت جماعات من تحت الأرض فجأة ، وهجمت على الثكنات ومراكز الشرطة ، وأخذت السلاح وراحت تقتل الناس ، ومعظم الذين ماتوا قتلوهم هم ، هم قتلوهم . نحن نترحّم على أولادنا من الطرفين ، من الجنود والشرطة الذين قُتلوا في مقر عملهم . الله غالب ، الشيطان . حسنا ، كلنا “لا إله إلا الله ” ، لكنه يقول لك “أنت كافر ؛ وأنا مسلم “، ترد عليه ” كيف ؟ أنا أقول لا إله إلا الله ” ، يصر ويقول لك ” كافر “!! . هؤلاء ليس عندهم مظاهرات ، لايقومون بمظاهرات . لم تحصل مظاهرات إطلاقا ، بل ناس من الطرفين ، احتجوا بعد أن حصل القتال ، أهل الشرطة وأهل الجنود وأهل الذين قُتلوا ، هم الذين بعد أن قتلوهم إحتجوا على هذه الحالة ، عملوا مظاهرة احتجاج على الحالة التي حصلت من الطرفين بمن فيهم أهل الجنود وأهل الإرهابيين . الاثنان عملا مظاهرة واحدة في بنغازي ، لم تُطلق عليها النار ، فهي من الطرفين، ولم يكونوا محتجين على أحد ، بل على هذه الحالة التي حصلت حيث إستنكروا حصولها. فقد إحتجوا على أن أولادهم يتم تجنيدهم ، حتى يهجموا على أولادهم الآخرين الذين في مراكز الشرطة ، وعلى أمن مدينتهم ؛ وعلى كتيبتهم التي تقوم بتدريبهم ، وعلى أن يتم التغرير بأولادهم . والآخرون احتجوا على أن أولادهم الذين يدربون الناس ويعتبرونهم أهلهم ، كيف يقتلهم أولاد هؤلاء الناس ، ويهجمون عليهم في معسكر ويقتلونهم . والغريب أن العالم وصلته أخبار من مراسلين وإذاعات غير موجودة داخل ليبيا ، لأنه لا يوجد داخل ليبيا مراسلون ، وتعرفون للأسف أن الليبيين لا يحبون المراسلين الأجانب ، وليس عندهم مراسلين وليسوا مهتمين بهذا الموضوع . فأخبار ليبيا غامضة دائما ، وحتى النشرة الجوية في ليبيا ، فإن ليبيا لا تسمح بإيجاد محطات أرصاد أجنبية لأن دائما لدينا شكاَ في الأجنبي جعل حتى محطة أرصاد في ليبيا للأقمار الإصطناعية غير موجودة . حتى المناخ في ليبيا لايستطيعون أن يعرفوه ، والأخبار من ليبيا للخارج دائما ناقصة وغامضة ، ويستطيع المرء أن يكيفها كما يشاء ؛ فواحد يكتب قُتل “1000” ألف ، يصدقونه ويقول والله هذا الخبر الذي جاءنا من ليبيا ويلومون علينا وقالوا “لماذ أنتم لا تقولون إن هذا كذب” ، قلنا لهم نحن لم نكن نصدق أن أحدا يكذب كذبة لهذه الدرجة ويقول في ليبيا مظاهرات ، بينما لم تحصل في ليبيا مظاهرات ، وقد سوقوا أنها مظاهرات ، وأن إطلاق النار على مظاهرات سلمية . لا توجد مظاهرات سلمية ، فهؤلاء الإرهابيون لايقومون بمظاهرات ، ولا يخرجون في الشارع ، فهم بالعكس ، يختفون ويعملون السلاح ، ويغيرون ويختفون . الآن الرصاص في شوارع مدينة بنغازي في أي وقت بالليل والنهار ، ولا تستطيع مرأة أن تخرج ، والبيوت يتم اقتحامها ، وهتك الأعراض يحصل يوميا من المسلحين في بنغازي ، وفي البيضاء ، وفي درنة . وقد ذهبوا إلى سجن الكويفية وسجن آخر ، وأخرجوا المساجين ، وأعطوهم السلاح وقالوا لهم ” فقط ، قاتلوا معنا ونخرجكم ” . طبعا السجن فيه ناس محكوم عليها بالإعدام ، تنتظر تنفيذ حكم الإعدام ، وهذه فرصة للواحد من هؤلاء أن يخرج من السجن ، ويأخذ رشاشا أو بندقية وينضم إليهم ، وكذلك الحال بالنسبة لواحد محكوم عليه بالسجن المؤبد ، فقد وجدها فرصة عندما قالوا له ” إخرج من السجن المؤبد ؛ وخذ البندقية وتعال قاتل معنا “. أخرجوا مجرمين عاديين ينتظرون حكم الإعدام ، أو في السجن المؤبد ، أو سجن 10 سنوات ، وجرائم قتل ، وجرائم مخدرات ، وجرائم تهريب ، الجرائم العادية . في ليبيا لايوجد أي مسجون سياسي إطلاقا ، ولماذا لم يخرجوا إلينا مساجين سياسيين ،لماذا لم يخرج أحد الآن قال إنه مسجون سياسي كان في السجن وأن قضيته كذا كذا ؟!. لايوجد أي مسجون سياسي ، لأن السياسة في ليبيا ملك للشعب يمارسها الشعب بالمؤتمرات الشعبية ، ولا يمنعونك من أن تمارس السياسة ، فنحن نُحرّض المواطنين على أن يمارسوا السياسة ، ونقول لهم أرجوكم ، مارسوا السلطة ؛ أرجوكم مارسوا السلطة . إذن ليس هناك صراع على السلطة في ليبيا إطلاقا والذي حصل ، هو أن هذه المجموعات بيدها سلاح ، وعملت ما عملت ، وأخذوا يبلّغون العالم بما يريدون ؛ بالهاتف النقال – وقد كانت الإتصالات مستمرة ومازالت مستمرة – بأنهم عملوا مظاهرة سلمية في المكان الفلاني وأن ألفا منهم تم قتلهم ، وأنهم عملوا كذا وقُتل منهم ألف . هم هكذا يقولون ، وهذا غير موجود إطلاقا ونحن نطالب العالم والأمم المتحدة ، بأن يأتوا بلجان لتقصي الحقائق ، ويروا في أي مكان قُتل الذين قُتلوا ، هل هم قُتلوا في الشارع ، أو أمام مركز الشرطة وأمام الثكنة العسكرية ؟!. وهل الذين قُتلوا هم شرطة وجنود أو مدنيون فقط ؟!. هل تسمح أمريكا ، أو فرنسا ، أو روسيا ، أو أي دولة ، لناس بأن يهجموا على ثكنة عسكرية ومركز شرطة ويأخذوا السلاح ويخرجوا به للشارع ولا تقاتلهم ؟!. إذن نحن الآن نواجه مجموعات مسلحة ، تركناها الآن محاصرة وباقية في مكانها . وفي أفغانستان يضرب حلف الأطلسي، ويقول نحن اليوم قتلنا ” 100″ مسلح ، ولم نقتل الشعب . في الباكستان في وادي سوات ، تسأل ” ماذا قتلتم ؟!” ، يقولون : مسلحين ، إذن قتل المسلحين هذا مباح ، واحد حمل السلاح ، تقتله . نحن إلى حد الآن ، لم نقرر مقاتلتهم ، ومع ذلك يعملون قرارا ضدنا ، لماذا ؟!. على الشعب الليبي أن يفهم ، وحتى الصحفيون قالوا لي أمس ” فعلا المسلحون يقاتلونهم في كل مكان ،إذن أنتم قاتلتم مسلحين هجموا على معسكراتكم ومراكزكم ، وإلى عند الآن توقفتم ، حتى الآن لم تواصلوا القتال معهم ، تركتموهم على حالهم وحاصرتموهم فقط ، كيف يعملون ضدكم هذا القرار” ؟! . طبعا عدم مقاتلتهم ، أدى إلى سيطرتهم على وسط مدن مثل البيضاء ودرنة وبنغازي ، وهم فارضون حظر تجول على الناس بقوة السلاح ، والناس تظهر فى مظاهرات ضدهم تأييدا للثورة ، يقولون لهم : الذي يظهر نقتله . أنتم تعرفون أن في الشهر الذي فات قبل هذه العملية بأيام قليلة ، جاءتني فعاليات الشعب الليبي كلها من طبرق ، من البيضاء ، من درنة ، من بنغازي ، من المرج ، من مصراته ، من الجبل الغربي كله ؛ من الجفارة . وعمْدا هذه الأيام قلنا لهم ضعوها في الإذاعة حتى يرى العالم درنه هذه قبل أن يسيطر عليها الإرهابيون ، وقد سمعتم هتافات وخطابات فاعليات درنة شبابا ورجالا كبارا ونساء في هذا الشهر . وسمعتم بنغازي ماذا كانت تقول ، سمعتم المرج ماذا كانت تقول ، سمعتم البيضاء كيف كانت تقول . الفاعليات الشعبية من الشباب ومن الرجال ومن النساء ، جاءتني من كل هذه المدن التي الآن مرهبة بالإرهابيين المسيطرين على مراكزها . أما المناطق خارج البيضاء ، وخارج درنة ، أو خارج بنغازي ، فهذه مناطق مازالت الآن تنتظر فقط ، وهي خائفة فكل مرة يبعثون إليها من يطلقون عليها النار ، ويرجعون . طبعا ترتب على هذا العمل ، لأننا نحن لم نقاتلهم وحاصرناهم محاصرة فقط ، أنهم بدؤوا ينتهكون الأعراض في كل هذه المدن . وأدى إلى التلويح بالتدخل الخارجي ، وأصبحت المؤامرة واضحة . وهذا مستحيل .. مستحيل .. مستحيل ، سنقاتل إلى آخر رجل وآخر مرأة دفاعا عن ليبيا من أقصاها إلى أقصاها ، من شمالها إلى جنوبها ، من رأس إجدير إلى البردي . ثم ومن غير الانتهاكات التي في الداخل ، والرعب الشديد الذي الآن أصاب مدينة بنغازي بالذات ودرنة ، فالرجال والنساء يتصلون بنا بالآلاف بالهواتف ، ويقولون “خلصونا من هذه العصابة المسلحة التي فرضت نفسها علينا ، لسنا قادرين على الخروج للشارع ، لسنا قادرين على قضاء حاجاتنا ، كل شيء نقص علينا ، خلصونا من هذه العصابة المسلحة ” . وهذه الهواتف موجودة والمكالمات موجودة ، ويستطيع العالم أن يسمعها . بدءوا يرسلون عصابات تغير على الشركات الأجنبية ، تذهب سيارة وتطلق النار على مقر شركة أجنبية تشتغل في النفط ، أو تشتغل في النهر الصناعي العظيم ، أو في الإنشاءات . فخافت الشركات ، وبلّغت سفاراتها ودولها ، وقالت : إنها أصبحت ليست في أمان ، لأن كل مرة تأتي إليها عصابة تطلق عليها النار ، فقالت الدول إذن حتى سفاراتها أصبحت في خطر . هذه العصابات المسلحة التي لاأحد فك ّ منها السلاح ، ولا قاتلها ، ولا قضى عليها ، ولا أوقفها ، معناها أنها ستعتدي على السفارات ، وعلى زوجات السفراء وعائلاتهم ، وعلى الشركات وعلى العمال وعلى مقار ّ الشركات ، فأصبحت الدول تسحب شركاتها ، وبدأ إنتاج النفط وتصدير النفط ، يتوقف ، وهذه أول كارثة نبهكم عليها سيف الإسلام في أول حديث عن هذا الموضوع ، وهي الآن قد تحققت . سحب العمال الآن ، وسحب الشركات ، وسحب بعض السفارات ، هذا دليل دامغ لهم ، بأن ليس هناك مظاهرات سلمية في ليبيا وإطلاق نار عليها ، إذ لو كانت هناك مظاهرات ، فلماذا يسحبون عمالهم وسفاراتهم ؟!. معقولة لو أن هناك مظاهرات سلمية في شوارع بنغازي مثلا ، يقومون بسحب العمال ، من حقول النفط من الصحراء ؟! أو يسحبون سفراءهم من طرابلس ؟!. اليونان هزتها في الشهر الماضي مظاهرات عنيفة عنيفة عنيفة من أجل المعيشة ، لماذا لم يسحبوا العمال والسفارات ؟! . لقد قالوا إن هذه مظاهرات في الشوارع ، ليس لهم علاقة بها . ولو أن هناك مظاهرات مثلما هم يقولون سلمية أو إحتجاجية في شوارع بنغازي مثلا أو في شوارع ليبيا،فلماذا يسحبون عمالهم من الصحراء،ومن حقول النفط ، ومن مشاريع الإسكان ؟!. إن هذا اعتراف منهم بأن الذي في ليبيا ، ليس مظاهرات ، ولا توجد مظاهرات أبدا ، بل عصابات مسلحة تشكل خطرا على العمال الأجانب ، وعلى السفارات الأجنبية . معقولة لو أن هناك مظاهرات سلمية ، تقوم أنت بسحب آلاف العمال ؟! ما دخل المظاهرة السلمية بشارع من الشوارع في عمالك الذين يشتغلون في البناء ، أو في النهر الصناعي العظيم ، أو في حقول النفط ؟!. هذا اعتراف منهم بأن المسألة ، مسألة عصابات مسلحة تُغير على هذه المواقع الأجنبية ،وإحتمال أنهم يعرضون حياة العمال للخطر . هل هناك مظاهرة سلمية ، تذهب إلى الصحراء في السرير وفي الكفرة ، لكي تشكل خطرا على العمال هناك ؟!. إن المظاهرة السلمية ، تسير في الشوارع وفي الميادين . إن ليبيا باقية قوية ، وستبقى ، وهم الذين سيسقطون . الذين ماتوا في بنغازي من الجنود هم من أهل بنغازي ، والذين ماتوا في بنغازي من المدنيين ، هم من أهل بنغازي ، من العصابات المسلحة ، هم الاثنان من أهل بنغازي . البيضاء نفس الشيء ، إذا مات أحد من البيضاء في كتيبة “الجويفي” مثلا أو في مركز الشرطة فهم من نفس أهل البيضاء ، والذين قتلوهم هم من أولئك المسلحين . القتل ليس هو فقط من قتل المدنيين ، بل من قتل الشرطة أيضا ؟ !. والذين هجموا هم أيضا ليبيون ، وتم قتلهم ممن هجموا على هذه المراكز . فقد أعدموا ناسا وشنقوهم في أعمدة الكهرباء ، وذبحوا ناسا أمام المتفرجين ذبحا على طريقة الزرقاوي . إذا كنا سنحقق ، فسنحقق مع الذي ذبح ، والذي شنق ، والذي أطلق الرصاص ، والذي هجم ، والذي هُجم عليه . نعم ، نترك الليبيين يعملون لجنة ، وهذه تخص الليبيين وليس “معمر القذافي ” ؛ هذه تخصكم أنتم الليبيين ، وبالتحديد تخص عرب البيضاء وعرب بنغازي ، ويعملون لجنة تحقيق ، هذه التي تخصنا نحن ، ولا تخص العالم . نتحداهم بأن يأتوا ليثبتوا هذا . ولا يجوز لمجلس الأمن الذي هو غير مختص بالشؤون الداخلية في أي دولة ، فهو مختص بالحرب بين دولتين أو أكثر ، ولكن حتى إذا خرج مجلس الأمن عن الميثاق وعمل قرارا من هذا النوع ، فلا يعمل قرارا بناء على تقارير من وكالات الأنباء الخارجية ، وكالات الأنباء خارج ليبيا التي نشرت الأخبار ، وكالات الأنباء ليست من داخل ليبيا ، من خارج ليبيا . كيف يصدر مجلس أمن دولي ، قرارات بناء على تقارير وكالات الأنباء ؟! أمن المعقول هذا ؟!. كيف يعمل مجلس الأمن والأمم المتحدة قرارا بناء على أخبار كاذبة مائة في المائة ؟!. وأنا متأكد من أنه إذا كانت توجد أمم متحدة فعلا ، وتعمل تحقيقا ، فستندم وتعترف بأن القرار 1970 الذي أصدرته ضدنا ، قرار باطل وخاطئ . ونحن رفعنا الدعوى إلى محكمة العدل الدولية بالطعن في هذا القرار ، لأن مجلس الأمن غير مختص بالشؤون الداخلية في أي دولة ، وإلا فإن كل الدول تفقد استقلالها ؛ ويصبح مجلس الأمن هو المسيطر عليها . ونتحداهم بأن يأتوا بلجان لتقصي الحقائق ، ونفتح لها الأبواب ، ونمكنها في كل مكان ، حتى تعرف الحقيقة ، وحتى يندموا على صدور هذا القرار 1970 الذي صدر فجأة بدون تأكد . قالوا لنا – وللأسف – يعني في الحقيقة يؤسفني ويؤلمني جدا أن أقول هذا الكلام ، إنهم كانوا معارضين لصدور أي قرار ضد ليبيا ، إلا بعد التأكد من هذه الأخبار التي تأتي عن طريق وكالات الأنباء ، لكن جاءهم المندوب الليبي وقال لهم ” أرجوكم تصدروا قرارا ضد بلادي ، دينوا بلادي ، اصدروا قرارا ضد بلادي ، وهرب ومشى . – هتافات : خائن ، خائن . للأسف ، الدول أعضاء مجلس الأمن ، دول صديقة إستغربنا كيف تصدر هذا القرار . وقد قال لهم هذا الكلام ، وهرب . وقد كان الشباب في الساحة الخضراء ، غاظبين جدا ، فاضطررت إلى أن أعطيهم خطابا ثوريا حماسيا ، فلكل مقام مقال . أما خطاب الآن فهو في الفاعليات الشعبية ، وللعالم ، ليس خطابا حماسيا ولا خطابا انفعاليا ولا ثوريا ، هذا حديث تاريخي نحدد فيه موقفنا من العالم ، والعالم يحدد موقفه منا ، ويكون (( الحلال بيّن والحرام بيّن )) ، وبعد أن يصبح كل شيء واضحا ، يتحمل كل واحد مسؤوليته . الفرق بين كل ما هو موجود الآن في بعض المناطق ،أنه بالنسبة للقاعدة ، هؤلاء ليست لديهم مطالب ، ولا يعملون مظاهرات . وهؤلاء عددهم محدود ، وشعارهم هو القتل القتل القتل ، فقط ، أُقتل أقتل ، وتكفير الناس ، والعالم يعرفهم ، وأمريكا تعرفهم ، ويعرفونهم في العراق ، وفي أفغانستان ، وفي الباكستان ، وفي الجزائر ، وفي بوكو حرام في نيجيريا. العالم يعرفهم ، وهؤلاء ليس معهم مفاهمة . ليس لديهم مطالب أبدا ، يقول لك ” لا تكلمنا أبدا ، الآن قتال فقط بيننا وبينكم ، أنتم كفار وسنقاتلكم ” . هذه مجموعة يجب أن تكون معروفة ، جماعة القاعدة وعددهم محدود داخل المدن الليبية التي تكلمنا عنها . وهؤلاء ممكن حتى أن يكونوا كبارا في السن وليسوا شبانا وفتيانا ، هؤلاء ناس تسللوا من الخارج ، أو الذين كانوا في السجن . يعني الرجل الذي كان في غوانتانامو ، هذا رجل كبير في السن يمكن أن يكون عمره 30 أو 40 ، وليس من الشبان . والذين كانوا معتقلين عند أمريكا ، وسلمتهم لنا ونحن أطلقنا سراحهم ، هؤلاء يمكن كانوا شبابا زمان ، لكن الآن هم ناس كبار . الذين تسللوا من الخارج ودخلوا هذه المدن ، هؤلاء ليس معهم مفاهمة إطلاقا. هذه مجموعة من قيادات القاعدة ، في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ، ولا يقولون المغرب العربي بل المغرب الإسلامي . هؤلاء موجودون إما في مسجد ؛ أو في حقفة ، ويوجهون الشبان الصغار . لدينا الشبان الذين هم جندوهم وغرروا بهم ، أولاد صغار حتى القانون لا ينطبق عليهم . وقد شرحها “بن لادن” في إحدى المرات ، في خريطة على الأرض ، ويقول لهم “نحن نجند السن الصغيرة هذه التي نستطيع عليها ، أما الذي يفوت هذه السن فلا يكون معنا لأن عنده زوجة ، متزوج ويهتم بمشاغل حياته ، ولا يستطيع أن يعمل حزاما ناسفا ، ولا يستطيع أن يركب طائرة ويدخل بها في برج “. هذه شرحها ” بن لادن” لإذاعة مرئية عملت معه مقابلة ، وقال ” نحن نعول على الشباب الصغار الذين نستطيع أن نقنعهم ، وعندما نقول لهم موتوا يموتون ، ولا يفكرون ولا يعرفون أيديولوجية ، ولا يعرفون أي حاجة ، أما الكبار فلا نستطيع أن نتفاهم معهم ، ولا يدخلو معنا في مخاطرة مثل هذه “. إذن أولادنا الصغار الذين أعمارهم أقل من 20 ، الذين يعطونهم حبوب الهلوسة ويقولون لهم اذهبوا اهجموا على الكتيبة وعلى المركز ، هذه مجموعة وحدها . أولادنا هؤلاء وحدهم ، الذين لديهم الآن رشاشات ومعهم بنادق ، وفرحون بها مثل ((خط لوح )) ، ويرمون بها في الهواء ، ولا يعرفون فلسفة الحاكمية ، ولا الخلافة ، ولا ولاية الفقيه ، التي يعرفها هؤلاء الذين قاعدون في الجوامع ، الذين وراء أولادكم ، الذين يجندون أولادكم . دعوهم – أنا الآن أعدد الفئات الموجودة – . هؤلاء انضموا إلى الذين خرجوا من السجون ، وهم أعمارهم طبعا مختلفة ، فيمكن أن يكون عمر الواحد منهم حتى ستين عاما ، و أن يكون محكوما عليه بالسجن المؤبد. هؤلاء الآن هم الذين عندهم الرشاشات ، وعندهم البنادق ، وفي بنغازي وفي البيضاء ويمكن في درنة وبعض المناطق ، هناك ناس أخرجوهم من السجون ، وقالوا لهم تعالوا معنا ، وهم قالوا إنها “فعلا فرصة فالواحد ميت ميت ، ربما أستطيع أن أهرب أو أبقى حرا “. – أنا أحدد لكم ، الفئات التي الآن تواجهونها في بعض المدن -. هؤلاء معارضون لسلطة الشعب ، وقضيتهم مختلفة ، فهم يقولون إنهم يريدون دستورا ، ومنظمات المجتمع المدني ، وحريةالصحافة والانترنيت ، وكل هذه الأشياء . وهذه قضايا ما لها أي أهمية ؛ وليست خطيرة إطلاقا . ثم إنها ليست مطالب الشعب الليبي ، فالشعب الليبي لم يطالب بالصحافة أو منظمات المجتمع المدني أو الانترنيت أو الدستور، الشعب الليبي ليست هذه مطالبه . الشعب الليبي يطالب بمعيشته ، يريد المنازل ، يريد الإسكان ، يريد السيارات ، يريد زيادة الرواتب ، يريد أن تكون السلع التموينية رخيصة ، يريد بنية تحتية ، المجاري والصرف الصحي ، يريد السلام ، يريد الهدوء والأمان ، ويريد القانون وأن يسوده القانون ، ولا أحد يتجاوز القانون ، وهؤلاء الجماعة ، يقولون نرجوكم إضبطوا اللجان الثورية والحرس الثوري ، والثوريين والمتطرفين الثوريين ، وهم يكرهونهم مثلما يكرهون المتطرفين الإسلاميين بالضبط . وهذه جماعة معقولة ، ومطالبها معقولة ، والحقيقة أن ” سيف الإسلام ” كان يتفاهم معها. وكان قد جاء إليّ يوم 15 من الشهر الماضي مجموعة من المحامين وهم معروفون : ” غوقة ، المسماري ، والسائح ،وكشبور. لمّوا أنفسهم وجاءوا إليّ ، واحد منهم محامٍ إسمه ” عبد السلام المسماري” ، قال لي ” يا أخى القائد أنا أعرف انك تكره كلمة الدستور ، لأن الدستور اسُتهتر به وأصبحت الدساتير مضحكة ، كل واحد يعمل دستورا ولا يحترمه ، وكل يوم يغيرونه ، وكل واحد يفصل دستورا مثلما يريد ، مثلما يقول الكتاب الأخضر إن كل مجموعة تحكم ، تعمل دستورا مثلما تريد ، تفصله على نفسها. أعرف أنك تكره الدستور بسبب المسخرة التي الآن فيها الدساتير – بريطانيا هذه نفسها ليس لديها دستور ، بريطانيا ليس عندها دستور – ، لكن أنا من رأيي لازم أن نعمل إطارا مرجعيا سموه كيفما تسموه إذ كنتم لا تريدون كلمة دستور “. قلت له : إن ليس عندي مانع أبدا ، واقترحت منذ ذلك الوقت ، أن هذا المحامي ” عبدالسلام المسماري” و” أحمد ابراهيم” ، والدكتور ” رجب بو دبوس” ، وقد يضيفون معهم واحد آخر ، أن يكونوا لجنة تختص بذلك . لأن ” بودبوس ” الذي تعرفون أنه “مهتم ” بالعقائدية الثورية والكتاب الأخضر وكل هذه الأشياء ، لكنه دائما يقول لي إنه يستحسن أن يكون هناك دستور . قلت ليس لدي مانع ، إذا كان الليبيون أو نخبة ليبيا لاترتاح إلا لما يكون هناك إطار ، دستور مرجعي دستوري ، قانون أساسي ، دستور ، مرجعية ، سمها كيفما تسمها . هذا شيء عادي ، لا يستحق حمل سلاح ، ولا نختلف عليه ، ويجب أن تتشكل لجنة منهم فعلا ، ويعكفوا على وضع دستور . لكن إذا عملوا دستورا ، أو مرجعية ، أو كيفما تسمها … ، لابد أن يوافق عليها الشعب الليبي كله ؛ لابد أنها تُعرض على الشعب الليبي ولو عبر الإنترنت ،” هل أنت موافق على هذه المادة أم لا ؟ “، والذي يعملها هو الشعب الليبي . أنا الذي يهمني أن تكون إرادة الشعب الليبي حرة ، يعمل السلطة السياسية كما يريد ، الاقتصاد كما يريد ، الدستور كما يريد . تهمني إرادة الشعب الليبي بأن يكون حرا ، لا نريد أن يتسلط أحد على الشعب الليبي أبدا . وجودي أنا نفسه ، هو لكي يحس الشعب الليبي أنه حر ، أنا أحمي حرية الشعب الليبي ، نريد الشعب الليبي أن يكون حرا يقرر ما يشاء . ولهذا فإن الشعب الليبي معي ، لأني أعطي الشعب الليبي الحرية ، أنا قمت بالثورة ؛ ولكني أعطيت الشعب الليبي السلطة . وهذا هو الذي يهمني . وأحيانا هم يقولون ” لا ” ، وفي حديثهم معي لم يقولوا ” نحن ضد سلطة الشعب ” ، قالوا ” إن سلطة الشعب ليس هناك غيرها ، ونحن متفقون عليها ، ولا أحد ينادي بأن نُرجّع ليبيا للأحزاب مرة ثانية ونمزق الليبيين ، وأن كل واحد يحكم ليبيا ، إتركوا الشعب الليبي يرتاح “. المحامون هؤلاء ، قالوا لي بهذا الشكل . بالعكس أنا أدعو كل الناس غير المرتاحين للنظام الدستوري ، للنظام التشريعي ، للنظام القانوني ، أنهم يجب أن يطلعوا في المؤتمرات أو في النقابات أو بأنفسهم ، ويعملوا الطريقة التي تجعلنا مرتاحين خاصة المحامي فهو يدافع عن القانون ، لا عن حمل السلاح والفوضى . بالعكس المحامي ضد الفوضى ، ضد حمل السلاح ، ضد العنف . لا ، إنكم غالطون ، فأول شيء إن الذين حملوا السلاح ، لا يعترفون بكم أبدا ، ولن يعترفوا بكم ، ويعتبرونكم كفارا ، ولا يهمهم الدستور ؛ ولو تعملو 100 دستور فإن هذا لا يهمهم . فأولادي الذين هم في بنغازي عاملون خيمة،أنصحهم بألا يركبوا الموجة ، وألا يشوهوا أنفسهم . ونحن لن نقبل بهذا ، وسندخل في حرب دامية جدا ، وسيموت آلاف آلاف الليبيين ، إذا دخلت أمريكا أو دخل الحلف الأطلسي . ثم إن الشعب الليبي بأغلبيته ، لاهو مع الذين يحملون السلاح ، ولا هو مع الذين يتكلمون عن الدستور ما الدستورية ، ولاهو مع الذين تكلموا عن منظمات المجتمع المدني ؛لأن الشعب الليبي لا تهمه ولا يعرفها ، ولا هو مع الذين تكلموا عن الصحافة ما الصحافة ، أو هذه الصحيفة من يملكها. الشعب الليبي بالأغلبية الساحقة هو مع الثورة ومع القذافي الذي يريد الشعب الليبي حرا وكريما وعزيزا ، وأن الليبي رأسه مرفوع في العالم . فالليبي أو الليبية لما يذهبان الآن في العالم رأس كل منهما مرفوع ، ويريدون أن يوطِّئوه ، وتكون ليبيا لا شيء. .. وبهذه الطريقة التي لم تحسموها حتى اليوم ، بدأ الانحدار ، ستفقدون كرامتكم ، وتفقدون أرضكم وحريتكم ، وتفقدون نفطكم ، النفط الوحيد الذي تعيشون منه ستفقدونه . الآن للأسف النفط بدأ ينخفض ، ينخفض ، إلى أن تصبحوا غدا من غير رواتب . ممّن ؟!. من العصابات المسلحة التي سيطرت على بنغازي بالدرجة الأولى ، أما الآخرون فهؤلاء ناس ليس لهم أي تأثير ، واحد يجعل درنة إمارة ، دعه بدل الشعبية يجعلها إمارة ، ونتفرج عليها والله ” كويس ، مثل الفاتيكان في إيطاليا ، ماذا فعلوا ؟! لم يفعلوا شيئا . إذا كان واحد جعل درنة إمارة ، نتفرج عليها وحتى نزورها لنرى شكل الإمارة كيف ؛ وممكن حاجة باهية . ملك السعودية حكي لي مرة ، قال ” والله يا طويل العمر جاءنا المثقفون واللبيراليون والذين لا أعرف من ، وهؤلاء كلهم متعلمون ، وقالوا ” نحن نريد الديمقراطية ” ، قال ” حسنا تريدون الديمقراطية ، أكثروا عليهم ، فقالوا لهم حاضر ، سنجرب الديمقراطية ، قال : أخذنا قرية وجربنا فيها الديمقراطية ، قالوا إنهم يريدون انتخابات ، قال الذين نجحوا هم ، والشعب الآخر الموجود في القرية لم يحصل على شيء ، قال : أوقفنا ذلك ، مادامت هذه هي الديمقراطية فنحن لا نريد ، اتركونا مثلما كنا “. وعليه فسنجرب الإسلامية “البن لادنية ” مثلا ، أو القاعدة في درنة ، لنرى كيف يكون وضع النساء ، كيف يكون وضع الحياة ؛ كيف يكون الاقتصاد ؛ نراها والله ” كويس ” . لاتقاتلوهم ، اتركوهم ، ” كويس ” مادام أهل درنة راضين بأن كل يوم يذبحون منهم واحدا ، كل يوم يعتدون على مرأة ، كل يوم يعتدون على عائلة . وليس على امرأة أو عائلة واحدة ، فعائلات ونساء يستنجدن من درنة ، لماذا ؟ لأن المجرمين الذين خرجوا من السجن ، دخلوا معهم ، وفرصة أن معهم سلاح فيضرب الواحد منهم الباب برجله ويدخل على عائلة في الليل ، هذا يحدث وموجود في درنة ، وفي بنغازي ، وفي البيضاء . الشعب الليبي بعيد جدا عن هذه الأشياء ، بعيد جدا عن العصابات المسلحة ، وبعيد جدا عن مطالب النخبة . ولكن يجب ألا يكون عندنا اعتراض على مطالب النخبة مثلما قلت لكم ، ليس فيها شيء إن أصبح كله مجتمعا مدنيا ، وإن شاء الله كل ليبي يعمل صحيفة ، لِتكِّن الصحافة مملوكة . أنا فقط أريد أن تكون الثروة بيد الشعب ، الإعلام بيد الشعب ، السلاح بيد الشعب ، السلطة بيد الشعب ، القرار بيد الشعب . نعم لما يكون مملوكا للشعب ، نكون مطمئنين ، لكن بندقية مملوكة لطائفة مثل الآن ، ” خلاص ” نعيش في رعب . صحافة مملوكة لمجموعة ، أنا غير مطمئن حتى الصحف الموجودة : الزحف الأخضر ، الجماهيرية قورينا ، أويا ، يعني هذه مملوكة لجهات أنا ضدها . شركة الغد هذه شركة مساهمة تملكها النقابات ، لماذا تملك النقابات صحافة ؟!. أما أن تعمل النقابات صحفا مهنية تتكلم عن المهنة فهذه عادية ومتفقون عليها منذ زمان ، كل أصحاب مهنة ، كل نقابة ، تعمل صحيفة . أما الإعلام بصورة عامة فيجب أن يترك فيه الشعب الليبي ، ونترك المحامين والمثقفين والأساتذة والمدونين كلهم ينشطون ، ويشكلون أي جهة تجعل الإعلام كله مملوكا للشعب الليبي ، وليس مملوكا لا للجان الثورية ولا للغد ولا للأمس . وهذه فرصتهم ، وهذا غير متاح في العالم . عندهم حق لأنها تعبر عن جهة واحدة ، عن اللجان الثورية مثلا . هؤلاء المثقفون،هم أولادنا الذين نحن فرحون بهم ، والذين أنا لا أرتاح إلا عندما أتناقش معهم . يا أخي ، المتطرفون عندي أحسن أتناقش أنا وإياهم . ولِمَ لا ، فـ ” الإنتيليجنسيا” ، جزء منا ، ودعها تظهر ، نعم فهذا عصر الجماهير ، وكل واحد يعبر ويعملون لنا طريقة تحل مشكلة الإعلام والصحافة هذه ، لأننا لسنا خائفين من شيء ، أنا نفسي شخصيا لست خائفا من ألف صحيفة ، ولا من أي شيء ، ليس عندي شيء ، ماذا يهمني ، إنها تهم الليبيين . أنا تحدثت عن عناصر القاعدة ، والذين خرجوا من السجن ، المجرمين وغيرهم ، وعناصر القاعدة المحدودة ، والذين رجعوا من الخارج ، والمسالمين الذين أعتبرهم كأنهم معارضون لسلطة الشعب ، وقد لا يكونون معارضين لسلطة الشعب لكنهم غير مرتاحين ، يجب أن يرتاحوا بالتي هي أحسن , بالنقاش وبالديمقراطية , وباحترام بلدنا , وبعدم فتحها للإستعمار . وتحدثت عن أن الشعب الليبي بكامله مطالبه معروفة , مطالب حياتية ، وكل منطقة عندها حق في مطالبها ، لكن حسب فلوسكم , وحسب دخل النفط ، يجب أن تقضوا حوائجكم هذه. بعدها , عندنا أولادنا المغرر بهم ، الذين يعز علينا أن يموت أي واحد منهم , وهووآخذ حبوب ، هؤلاء أولاد من ؟!. نسمع هذه الأيام بالأرصدة ،وإذا كانت الأرصدة هي أرصدة الدولة الليبية ، فليس عندهم مبرر , ولا عندهم حق بأن يضعوا يدهم على الأرصدة الليبية إلا سرقة. يعني عملية اغتصاب أموال ليبيا ، رأوا أنكم عملتم أموالا من النفط , ووضعتموها في مصارفهم ، يريدون أن يضعوا اليد عليها ، وهذه معناها عملية سطو على أموال الشعب الليبي واضحة “عيني عينك” ، وليس عندهم حق فيها . أما أرصدة أشخاص أشخاص _ فإن شاء الله ما ولتّ _ إذا كان أحد من الليبيين منا عاملا أرصدة قام بتهريبها أو كيف عاملها فإن شاء الله ما ولت ، يدبر حاله هو وإياهم . طبعا حاجة تُضحك لما يقولون “نجمد أرصدة القذافي ” ، ياليت عندي أرصدة !!. أنا رصيدي القيم والشعب والمجد والتاريخ ، هذا الرصيد الذي لا يفنى ، وليس الدولار الأمريكي القذر ؛ العملة المحروقة . أنا أمس في مقابلة مع الصحفيين ، قالوا لي إن رئيس حكومة بريطانيا الكمرون قال نجمد أرصدة القذافي ، قلت له تعرف أنا أضع إصبعيَّ الاثنين في عينيّ كمرونكم ، لو يثبت لي حتى مليونا أضعهما في عينيه وفي عينيّ أي واحد . هم الآن ماذا يعملون ، يأخذون الأرصدة الليبية التي هناك ويعتبرونها للقذافي . مثلا المصرف المركزي الليبي ، عنده كم مليار مثلا في واحد ، يقدروا يقولون أرصدة القذافي ؟!. دعونا نتكلم بصراحة ، مثلا تعرفون أن “عائشة _ تعرفونها والبنات والإخوان يعرفونها _ عندها جمعية ” واعتصموا “الخيرية ، وهذه الجمعية كل الناس يتبرعون لها . والجمعية عاملة نشاطات معونة للفقراء خاصة الذين في الخارج , في إفريقيا وفي مناطق أخرى ، أو في الداخل تساعد أحدا أو تعمل شيئا . هذه جمعية ، لايستطيعو أن يقولوا أرصدة لـ “بنت القذافي” . أنا جدي أول شهيد سقط دفاعا عن الخمس عام 1911 ، ترك أطفاله للرصاص في الصحراء هو ومجموعة من القحوص والقذاذفة , ذهبوا استشهدوا كلهم دفاعا عن الخمس في المرقب. امعقولة نبيع هذا بدولارات , بالدولار الهابط , العملة المحروقة ،الذي ليس عنده غطاء ؟! . نحن لا نعملها ، لا تعملها “عيشة” , ولا أعملها أنا , ولا يعملها واحد من أولادي . والله “كويس” ، إن شاء الله ما ولّت الجمعية ، مادامت الجمعيات الخيرية يقولون لنا فقط الجمعيات الخيرية حتى هي حرام , كويس !!. عندنا “سيف العرب ” ، هذا متدين وأي قروش يحصل عليها يبعث بها إلى غزة أو باكستان ، ويقولون له “ألا تعطيهما إيانا ، نحن عائلتك فقيرة ” ، يقول ” لا “، حصل على أي حاجة يبعثها إلى واحد في الخارج وباقِ ليس لديه أي حاجة . إذا كانت الأرصدة في الخارج أرصدة ليبيا ، فقد بدءوا يستولون عليها بإسم أنها أرصدة فلان أو أرصدة علان ، ضحك على الشعب الليبي وخسارة للشعب الليبي . ونحن لن نقف مكتوفي الأيدي ، نحن سنوضح للعالم هذه القرصنة على أموال الشعب الليبي ، قرصنة على أموال الشعب الليبي . يجب أن يفهموا أنهم سيخسرون، ولا أعتقد أنهم يصلون إلى هذه الدرجة من السفاهة والجنون . يقولون إن لي منزلا في البيضاء ، وعرضوه في محطة من المحطات . الشعب الليبي العظيم ؛ الشعب الليبي الوفي , – وهذه لا أنساها – الشعب الليبي هو الذي أعطاني بيتا في كل مكان , من ضمنها أن البراعصة وأهل البيضاء ، بنوا لي بيتا في البيضاء ، فقاموا أول أمس بتصويره . هذا البيت أنتم الذي أعطيتموه إياي , أنتم الذين بنيتموه ، وهو بيت عادي مثل أي بيت آخر لأن الشعب أعطاني بيوته العادية . أنتم كلكم أعطيتموني بيوتا في كل مكان ، خّلوا الأمور تكن واضحة ، الله يبارك فيكم . هل يوجد أحد يسب – لا سمح الله – أو يكره “عمر المختار” ؟! ، لا يمكن لا يمكن . وبالتالي فإن “معمر القذافي” ، لا يمكن أن يسبه أي واحد , ولا يكرهه أي واحد ،إلا إذا سببنا “جمال عبد الناصر” ؛ أو “عمر المختار” ؛ أو الشيخ “زايد” . أنا الشباب يحلفون برأسي ، الشباب في مقهى , في مطعم , في السوق , وحتى وهم يتعاركون في سيارة ، يحلفون ويقولون “ورأس معمر” . نتحداهم بأن يأتي الغرب ويرى ، والله الشباب يحلفون برأسي يقولون ورأس “معمر” في بنغازي أو في درنة أو في طبرق أو في رأس اجدير , أو وديان فزان , أو غدامس , أو الكفرة , الواحات , أجدابيا , مصراته , الزاوية , الجبل , الزنتان . الصبية ” العويلة ” الذين غُرر بهم في الزنتان ، بعثت إليهم أحد الضباط الأحرار وهو من الزنتان ، وقد كان معي ليلة الثورة , وهو الذي حرر معي إذاعة بنغازي ، سألهم ” كيف ؟ فقالوا له ” اسمع ، تأت بسيرة القائد ، فالقائد نحن نموت دونه “. هؤلاء الشباب الذين يحملون السلاح ، قالوا له “إن القائد نحن نموت دونه ،لا تأت بسيرة القائد ، نحن لم نتكلم عن القائد أبداً ، نحن عندنا حاجات أخرى ، امِش أنت ” . قال : إن هذا الذي قالوه لي ، قال لهم ” مابكم ؟! ماذا عمل القائد ؟! لقد خلق ليبيا من العدم ، وصنع الأمجاد والإنجازات ” ، قالوا له ” لا تأت بسيرة القائد ، القائد نحن مستعدون لأن نموت دونه ” . هؤلاء هم الشباب الذين معهم السلاح في الزنتان . إنهم يريدون أن يجعلونا مثل العراق ومثل دارفور ، وأي واحد يسمح بفتح هذا الباب , يعتبر خائنا ويرتكب الخيانة العظمى ضد ليبيا . أي واحد يفتح باب المساعدات الخارجية ، معناه فتح باب استعمار ليبيا . الآن فقط هناك خوف من العصابات المسلحة , والحركة بدأت حذرة ، يعني قافلة التموين تريد أن تذهب أو مخزن تريد أن تخرج منه سيارة لتذهب منه إلى مكان آخر ، يقول لك الآن قد يأتيني واحد عنده “كلاشنكوف” يقتلني , ويأخذ مني التموين . هذا الحاصل الآن في بنغازي , وفي هذه المنطقة . والذي يريد أن يذهب إلى المطار ، يقول لك يقتلونني . الآن موانئ النفط آمنة ، حقول النفط آمنة تحت السيطرة ، لكن الشركات خائفة , الخبراء الأجانب خائفون ، دولهم خّوفتهم , قالت لهم : توجد عصابات مسلحة تنطلق في كل مرة في سيارة , أو على دراجة، تطلق النار. الحقل الذي في الصحراء , في أعماق الصحراء ، لو أن هناك مظاهرات في بنغازي ،هل لها علاقة بالصحراء ؟! لماذا يهرب الموجودون في الصحراء ؟!. لأنهم يعرفون أن ليس هناك مظاهرات ، يعرفون أن هناك عصابات مسلحة يمكن أن تظهر من بنغازي ، وتذهب إلى حقل السرير , أو الكفرة أو أي منطقة أخرى وتطلق عليهم النار , ويمكن أن تخطفهم .. تخطف الخبراء . الآن بعد أن بدأت وسائل الإعلام_ بشرط أن تكون محايدة _ بدأت تدخل ، العالم سيفيق , وسيُصدم ويدهش , ويفتح فمه وعيونه ، ويقول نحن لم نحسب أن ليبيا من الداخل بهذا الشكل ، لأنهم صوروها لنا غير هذا . العالم الآن بعد أن تنقل إليه وسائل الإعلام الحقيقة سيعرف ما يجري في ليبيا بشرط أن تكون وسائل إعلام محايدة ، ليست إستعمارية وليست عربية . العرب حاسدونكم طبعا ، ويتمنون لكم الخراب والدمار ؛ ولا يحبكم العرب أبدا ، لأن عندكم نفطا , وعدد سكانكم قليل , ومساحتكم كبيرة ، وهم ليس عندهم نفط , ومساحتهم ضيقة . وحتى الذي عنده نفطا ، يتمنى ألا يكون في ليبيا نفط ، بل أن يكون النفط عندهم هم ، مثلا الشقيقة السعودية ، أعلنت – وهو شيء طبيعي ، يعني ليس عملا عدوانيا ، لكن نرى أن النتيجة ضارة – أنه مادام النفط الليبي بدأ ينقص ، فإنها -السعودية – مستعدة لأن توفي السوق العالمي بالنفط السعودي. ينقص النفط الليبي ، يزيد إنتاج النفط السعودي ، وهذا شيء منطقي , فنحن لا نلوم السعودية أبدا ، فهذه فرصة وجدتها لأن تزيد إنتاجها , هي تنتج “12” مليون برميل ، يمكن أن تنتج “15” مليون برميل بحيث تعوض نقص النفط الليبي . هذه أول نتيجة عملتها هذه العصابات , والناس الذين جاءوكم من الخارج والذين خربوا مدنكم . أنتم تخسرون ، وهم يربحون ” مصائب قوم عند قوم فوائد “. فوسائل الإعلام العربية ، معادية لهذا السبب ، و”من شر حاسدا إذا حسد”. لكن إذا كانت هناك وسائل إعلام محايدة ، تنشر الحقيقة ، وترى كيف أن المظاهرات التي في ليبيا , كلها مظاهرات تأييد ، وأن كل الشعب الليبي مع الثورة ومع القذافي ؛ لأنه لا يوجد عنده منصب يستقيل منه ولا شيء ، وأن الشعب الليبي أحس بأن هناك تحديا من الخارج لكبريائه ورمزه وفي تاريخه وفي أمجاده . لهذا غضب الشعب الليبي ، وظهرت المظاهرات في كل مكان . وأكيد أن المدن الأخرى ستزعل ، ستزعل المرج , وتزعل اجدابيا , وتزعل البيضاء , وتزعل الأبيار , وتزعل القبة , وتزعل الواحات , وتزعل الكفرة ويقولون ما معنى أن مدينة بنغازي يُخصص لها “22” مليارا ، ونحن لماذا مابنا ؟! أليس البترول بترولنا ؟!. لكن بالوضع الحالي ، فإن النفط بدأ ينقص ، وتوقف كل شيء ، وحُرمت بنغازي الآن من هذا – للأسف – إلا إذا خلّصت بنغازي خلصت نفسها . لكن الـ “22 “مليارا ؛ من سينفقها ؟! من سيحركها ؟!. هناك كراهية للبيروقراطية ، وقد بدأت الناس في هذا الوقت تستغل الوضع الموجود وتعبر ، ويقولون نحن مثلا البيروقراطية هذه أكلتنا ، المركزية هذه أكلتنا ، طريقة التصعيد . مصارف بنغازي خافت من يوم 17 ، وتركت الموظفين بلا رواتب ، وأوقفت القروض ، وزادت الطين بلة . الغرب إذا كان لا يريد صداقتنا , ولا يريد التعاون معنا ، ويهددنا , ويريد أن يجبرنا على عداوته ، نقبل هذا التحدي ، وهم الذين سيخسرون ، وليست هذه أول مرة ندخل معهم في مواجهات ،ولقد خسروا في مواجهات كثيرة . لكن هناك الشرق العظيم , هناك الصين العملاق , وهناك روسيا , وهناك الهند , وهناك أمريكا الجنوبية بعملاقها البرازيل . كل هذه القوى نستطيع أن نستبدلها بها بالغرب ، تذهب شركات الغرب بسلامتها , ومصارف الغرب بسلامتها , وتوقف الاستثمارات نحن والغرب , والتعاون بيننا وبينهم يوقف . ونتجه نحو الشرق العظيم ، ويأتي العملاق الصيني , وتأتي روسيا , وتأتي الهند , وتأتي البرازيل ، والغرب هم الذين سيخسرون ، وهذه أنبههم عليها . وبعد أن خرجت القوى العاملة ، وطبعا هم خرجوا من كيفهم , وقد استغربت خروج المصريين بالآلاف والتوانسة بالآلاف , والأجانب الآخرين ، أصبحنا الآن لم نعد نقول توجد بطالة في ليبيا . أصبح هناك فراغ نبحث عمّن يعمل , من يشتغل , من يخدم ، فرب ضارة نافعة ، جاءت منهم بدلا من أن نطردهم نحن ، فهم بأنفسهم خافوا وهربوا ، وتركوا فرص العمل كلها بالآلاف مكدسة لليبيين ، والآن أي شاب ليبي سيتحصل على فرصة عمل . يوم 17 ، هناك جريدة كتبت – قال لي عنها جماعة من بنغازي – قالوا والله هذا كلام “مش كويس ” ، جريدة لا أعرف لمن ؟ ، إحدى الجرائد – وهذا كما قلت : لكم إن جرائد مملوكة لجهات متطرفة ليست ملك الشعب ، أنا لست معها – ، كتبت مقالا أن يوم 17 يوم الفخر أو شيئ من هذا القبيل . مقال هكذا , هذا شيء سيّئ جدا ، فبالعكس إن يوم 17 هو يوم حزين جدا ، لأنه اليوم الذي فقدنا فيه أولادنا الذين هجموا على القنصلية الإيطالية عام 2006 . هذا يوم حزين ، فكيف تكتب جريدة تقول : إن هذا يوم فخر ، كيف ؟ . القنصلية الإيطالية في 60 داهية ، خذوا البشر الطليان اخرجوهم خارجا ، والقنصلية إن شاء الله يحرقوها في النهاية ، لا أن تطلقوا الرصاص على أولادنا . هل معقولة ، أن أولادنا يموتون أمام القنصلية الإيطالية دفاعاً عن القنصلية الإيطالية ؟!. هذا يوم حزين ، نحزن عليه كلنا ، نموت من أجل القنصلية الإيطالية ؟!. ولقد جاءني يوم 16 /2/ هذا العام ، أهل الأولاد الضحايا الذين قُتلوا يوم 17 في القنصلية ، وقد رأيتموهم في الإذاعة جاءوني وهم متفهمون ، وأنا وإياهم متألمون ، وقالوا نحن ممنون من معالجة قضية أولادنا , والله غالب , وهذا شيء مؤلم ، لكنه مؤلم لنا كلنا ، وأنت أبونا وأنت في مكانهم عوض لنا . وهذا صحيح ، ولايوجد مشكلة معهم ، فالمشكلة مع أنفسنا نحن ، كيف نعمل شيئا مثل هذا ، هل الشرطة غير مدربين أم ليس عندهم رصاص مطاطي ؛ أم ليس عندهم غازات مسيلة للدموع أم ليس عندهم خراطيم مياه . فهذه كلها وسائل سلبية , يمكن أن تمنع الناس من الدخول إلى مكان ما ، لكن ليس استخدام الرصاص من البداية . طبعاً المساس بوحدة ليبيا أو الاقتراب من النفط الذي هو معيشة ليبيا ؛ يجعل كل الشعب الليبي سيحمل السلاح لإفشال ذلك حتماً . فليفهم أي واحد يريد أن يهدد النفط . القروض بشرط حماية النفط ، ووقف العصابات المسلحة ونزع سلاحها ، حتى تبدأ الشركات تشتغل في أمان . القروض ، أظن أن اللجنة الشعبية العامة عملت إجراءات بزيادة المبلغ ، في السابق كنا نأخذ 30 ألفا نبني بها منزلا ، والآن الـ 30 ألفا لا تبني منزلا ، إذن يجب أن نزيد المبلغ . وكانوا يشتكون من الفوائد، هل هو معقول أن تأخذ فوائد عن مواطن ليبي يأخذ قرضا لمسكن ؟!. بالعكس , بالعكس ، هذا هو الذي يجب أن تبحث له عن عقار ويأخذ قرضا. يجب أن يفهم أصدقاؤنا في أوروبا والغرب أن ليبيا لما تكون مستقرة بنظامها الشعبي الآن والعتيد ، فهي صمام الآمان في البحر المتوسط , وهي التي ستوقف الهجرة بالملايين عن أوروبا , وهي التي تمنع انتقال بن لادن إلى شمال إفريقيا , وهي التي تمنع أن يتمكن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي . ليس من مصلحتهم أبدا ، زعزعة النظام في ليبيا , والاستقرار في ليبيا . خصّ دخل فيه فأر ، فأحرقت خصّها من أجل الفأر ، وأصبح مثلا للهبال والغباء والحماقة وقلة التدبير ، فيقولون ” على فار حرقت خصّها ” ، فبدلا من أن تبحث عن الفأر وتخرجه أو تقتله ، فإنها تحرق الخصّ الذي تسكن فيه . الآن نحن إذا تسربت مجموعة قليلة , ودخلت إلى هذه المدينة وهذه المدينة ،فهل نخسر وحدة ليبيا , نخسر المدينة بكاملها , خسر شعبنا ؛خسر استقرارنا , نخسر حريتنا , نخسر نفطنا , نخسر أمجادنا على مجموعات مسلحة صغيرة موجودة من شبابنا الذي يمكن أن نتفاهم نحن وإياهم ، ولا نكون مثل هذه التي “على فار حرقت خصها ” ؟!. نقول لهم : لن يكون هناك استقرار في البحر المتوسط إذا لم يكن هناك إستقرار في ليبيا ، ولا تطمعوا بأن سيكون هناك استقرار في تونس أو مصر . مصر الآن سائرة إلى المجهول ، ولا مصري الآن متفاهم مع مصري , والجيش الذي سلم له “حسني مبارك “الأمر ، لاشيء , ماذا يفعل الجيش ودبابة في الشارع يركبون ويلعبون عليها , تضرب بالمدافع في الشارع المصري , ما تفعل شيئا . الضباط أصبحوا وزراء ، يكنسون الشوارع , يشتغلون في المجاري , يبنون المنازل , كتبة يستخرجون الشهادات والأوراق , وفي المصارف . مفروض أن الجيش المصري يخرج يدافع عن مصر ، لكن مصر الآن لا شيء ، الجيش ليس عنده أي مهمة ، مصر لا شيء الآن ، لايوجد مصري متفق مع مصري ، دخلوا في “الهيصة ، آك ، آك ، آك ، آك ” وخرجوا . لا هي ثورة شعبية ولا حاجة ، وقد ظهر في النهاية أنها خراب لمصر , مؤامرة على مصر . وهناك شعب حانق من كل هذا وذاك ، شعبنا في بنغازي حانق ، والإتصالات مستمرة يقولون خلصونا . يعني إذا كانت ليبيا مثلما يريدون هم أن تنتهي فستأتيهم الطامة الكبرى , سيأتيهم الطوفان . سترجع هذه الحركة من جديد إلى البحر المتوسط ، وتقول إن هذه سفن النصارى , هذه سفن كفار ، لا تمر من البحر المتوسط إلى أن تدفع إتاوة . إذا كانت ليبيا الموجودة الآن ليست موجودة ، فسيرون الخراب الذي سيكون في البحر المتوسط ، وأنابيب الغاز التي تمر عبر البحر المتوسط , ستنتهي ، والربط الكهربائي , سينتهي ، ويأتي باربروسا , ويأتي بن لادن , وتأتي القرصنة , ويأتي الصومال , ويأتي كل من هب ودبّ ويأتي الجهاد ، وينتقل من شمال إفريقيا إلى أوروبا – وربما أن ربنا كاتب حاجة مثل هذه ، وهم يعملونها بأنفسهم – . وحتى الأسطول السادس لن يجد له مكانا في المستقبل ، إذا كان الساحل الليبي… انطبق عليه الساحلان المصري والتونسي ، سيركبون منهم على بواخر الأسطول السادس مثل الجراد، ويفجرونها ، مثلما يعملون في الصومال الآن . بوارجهم وسفنهم ، لن يستطيعوا حمايتها ، وسيركبون عليها ويأسرونها ويأتون بها . وإذا لم يعودوا فإن الطلبة الثوريين الموجودين في الخارج هم الذين يسيرون أي سفارة هرب منها الذين خافوا . يجب أن تحاول أمهاتهم وآباؤهم أن يتصلوا بهم باستمرار ويقولوا لهم يا أولادنا ، لقد غرروا بكم ، وبدل أن تشتغلوا وتأتوا لنا بالفلوس وتدرسوا , فإنكم أصبحتم تأتون لنا بالرصاص ، وتأتون لنا بالبنادق؛ ماذا سنعمل بها ؟!. النسوان -مثلما قلت لكم – في الجبل الأخضر يعشن في الغابة ، إذا كان عندهن رجال ” تريس ” فليذهبوا ليأتوا بهن من الغابة , ويسيطروا على البيضاء , ويفرضوا وجودهم في أرضهم . أنا أطلب من الشعب الليبي أن يضمن كل أولادنا الذين سلموا سلاحهم ، والذين يعودون إلى أهلهم وكأن شيئاً لم يكن , ويتم العفو عنهم نهائيا . وإذا قرر الشعب الليبي هذا فأنا سأكون ضامنا لأولادنا بألا يمسهم أحد ؛ ونكون مستعدين لأن ندرسهم ونعلمهم ، وندربهم . نحن عندنا شباب من السرايا الليبية المقاتلة الذين كانوا في الخارج ، ودخلوا وتسربوا وفجروا ، أمسكنا بهم وبقينا ندرسهم ، ونعلمهم ، وخرجوا من السجن وتابوا . ويمكن أن عددا قليلا منهم انضم إلى الجماعات الآن , أما البقية فيقولون لي حتى الآن أن كل الشباب الذين تعهدوا بألا يمشوا بهذا الطريق ، هم شباب كويسون ويسيرون تماما ، وقد رأيتهم مرة خارجين من السجن ، وهم يهتفون ” الفاتح .. الفاتح ..الفاتح ” بهذا الشكل . شباب كان مغرراً بهم فيما يسمى بـ “السرايا الليبية المقاتلة” التي تتبع القاعدة طبعا . لكن السلاح لا بد من جمعه ، فلا نستطيع أن نطمئن في أي بقعة فيها مجموعة مسلحة , لا نستطيع أن نشتغل , وحتى الشركة الأجنبية لا تستطيع أن تشتغل , والمستشفى لا يستطيع أن يشتغل , والأطفال لن يستطيعوا الذهاب إلى المدارس , والناس لن تعود تستطيع التحرك إلى أعمالها , والموظفون لن يعودوا يذهبون إلى أعمالهم . ورغم أن المصرف يعطي قروضاً , وبدأ في توزيع الـ500 دينار هذه من الثروة لكنهم خائفون ، ويقولون مادام هناك شاب صغير عنده كلاشنكوف أو رشاشة ، كيف نستطيع أن نشتغل ؟!. وهذا معناه أن الحياة تتعطل في هذه المناطق التي توجد فيها مجموعات مسلحة , وأولاها بنغازي , أما المناطق الأخرى فبالإمكان القضاء على هذه المشكلة فيها بالتي هي أحسن . الآن الأساليب المعمول بها أساليب جيدة ، أن العقلاء يذهبون إلى أولادهم ، والشيوخ مثل الجماعة السلفية أنتم تشاهدونهم باذلين جهداً ، والجماعة السلفية ليسوا أصحاب عنف , وليسوا أصحاب سلاح بل بالعكس يقولون ” أطيعوا الله ، وولي الأمر منكم “؛ وولي الأمر منكم , يعني أنه ليس عندهم هذا الكلام ، بل بالعكس الآن باذلون جهداً في المساجد وفي الإذاعة ، يقنعون الشباب بأن هذا الشيء الذي غرروكم به , هو حرام . متحدث:- ” أيها الأخ القائد : نريد أن نقول ياسيدي القائد إن ” معمر القذافي ” ليس وحده أنتم تهددون ” 7 ” ملايين ليبي ، لا تقولوا نحن نحاصر ” معمر القذافي ” لا أنتم تحاصرون “7” ملايين ليبي , وهذا شيء غير ممكن ونحن صدورنا عارية للرصاص . أرجو من الصحافة أن تنقل الحقيقة عن الشعب الليبي من واقع الميدان من كل بقعة . فيا أمريكا , ياغرب , “معمر القذافي ” ليس وحده , فلمّا تقولون حاصرنا ” معمر القذافي ” معنى ذلك أنكم حاصرتم 7 ملايين ليس من الممكن أن تحاصروا ” 7 ” ملايين , فمعمر القذافي عنده “7 ” ملايين بيت , أين ستجدونه ؟! أما نحن فأرجوكم يا إخواني إذا كنتم تستمعون الآن عبر الأقمار الإصطناعية ؛ ألا يغرر بكم أحد ؛ لأننا إخوة . القائد:- وهذا شيء يجب ألا يستمر ، وأولادها التي في بنغازي ؛ لأن بنغازي مدينة كبيرة , وتطمّع فينا العدو بأن يدخل بقواته ويحتل ليبيا , وهنا تبدأ معركة طويلة جدا جدا ، وبدل أن يموت بعض الأشخاص سيموت الآلاف بالفعل . وهذا الأمر هو مسؤوليتنا التاريخية , لا نستطيع أن نتهاون أبداً عما يجري في بنغازي ، أو أن نسكت عليه . أرجو من أهلنا في بنغازي أن يخرجوا رجالاً ونساءً ؛ لكي يفكوا السلاح من الأولاد ويعفوا عنهم . والذين يحركونهم لابد أن نعرفهم ؛ الذين يحّركون أولادنا هؤلاء لا نستطيع أن نعفو عنهم . والشيء الوحيد الذي نعطيه إياهم ؛ هو أن نسمح لهم بالهروب. وأعتقد أنهم الآن بدءوا في التسلل والهروب من الحدود المصرية بعد أن رأوا أن العملية خاسرة , وأن الكذبة كشفها العالم , وأن العالم من الآن بدأ يعيد النظر في موقفه ، وبدأت الحقيقة تظهر أمامه , وأن ليبيا قوية ، وأن القذافي الذي يطالب برأسه الاستعمار , ملتف حوله الشعب الليبي , وكل الملايين من العالم معه في أفريقيا وفي أمريكيا اللاتينية وفي آسيا . عرفوا أن العملية ليست كيفما كانوا يتصورونها ، والذين في الداخل عرفوا أن العملية حكيت لهم ؛ والذين غرروا بأولادنا عرفوا أن العملية هي أيضاً بالنسبة لهم خاسرة ، رأوا أنها خاسرة ، ولم يعتقدوا أنها بهذا الشكل . الآن بدوا يتسللون , ويتركون الشباب الذين غرروا بهم , ويهربون مع الحدود خاصة مع مصر ، ويمكن حتى مع حدود تونس , ومسموح لهم بذلك . يجب ألا تمسكوا أي أحد يريد أن يخرج , الذي يريد أن يخرج أعطوه السماح ، وأن تمنعوه من الدخول . لكن الذي يريد أن يخرج اتركه يخرج ، فهذا عفونا عنه ، هو أن نسمح لهم بالخروج ، وحتى في العسكرية عندما تحاصر موقعا للعدو تترك له مخرجاً يخرج منه ، ولا تقفل عليه ؛لأنه لما تقفل عليه من جميع الجهات يستميت ؛ لأنه عارف أن روحه منتهية فسيقاتل إلى النهاية ، ويلحق بك ضرراً ؛ لكن دائما نترك مخرجاً ينسحب منه . فهؤلاء عندما يعرفون أنهم سيموتون ، يستمرون في استعمال السلاح والقوة والإرهاب من خلال المساجد أو من خلال الشارع أو من خلال أي جهة . لكن نحن نعطيهم باباً مفتوحاً ونقول لهم ها هي الحدود هناك مفتوحة والذي يريد أن يخرج من بنعازي أو من البيضاء أومن درنة عبر طبرق ، فليخرجوا بأمان . والذين يريدون الخروج من الجهة الغربية ، من جهة حدود تونس ويذهبون إلى تونس ،يذهبون بأمان اتروكوهم حتى وإن كنا نعرف أنهم أعداء وغرروا بأولادنا ، ولكن يجب أن نعطيهم هذه الفرصة في أن يخرجوا . لكن هم مطلوبون للعدالة ؛ لأنهم ارتكبوا جريمة خطرة جدا جدا . هذا شيء غير معقول ، لايوافق عليه رجل مثقف ، ولا رجل عاقل ، ولا امرأة ، وأطفالنا مروعون في بنغازي ، يعيشون تحت الرصاص في الشوارع ، هذا عمل لا يمكن أن يقبله أي عاقل . إنه إرهاب مسلح . ولسنا محتاجين إلى أن نخرج إلى الشارع في مظاهرة ؛ لأننا نحل مشاكلنا في المؤتمرات الشعبية ، في ندواتنا ، في لقاءاتنا . لا يمكن أن يستمر هذا الوضع ، لأن هذا الوضع سيؤثر في النفط ، وسينتهي النفط ،وبعد ذلك تصبحون بدون رواتب ، وبدون أكل ، وبدون سلع تموينية ؛ وستموتون . أنا أقول لكم ، والشعب الليبي لابد أن يفهم هذا ، إذا استمرت هذه العصابة المسلحة مسيطرة على مركز بنغازي ، وما في حكمه في أي منطقة أخرى ، فإن النتيجة هي أن تخسروا حياتكم ياليبيون ، وتحرقوا بلادكم ، وتخسروا مستقبلكم ، فالمدارس تنتهي ،الجامعات تنتهي ، المستشفيات تنتهي ، تعمل حادثا لا تستطيع أن تجد من يسعفك ، والدواء سينتهي . وهذا سيؤدي إلى أن الاستعمار سيدخل ، وإذا دخل الاستعمار ؛ فسنأخذ بنادقنا ونقاتل ، وندخل في معركة أخرى . هذه لعبة خطرة ، هذه لعبة شيطانية ، هذه حاجة لايمكن قبولها من العقال ومن النساء ، من البنات ، من الرجال من التريس ، من الشيوخ ، من المثقفين ، من أبناء الشهداء ، أبناء المجاهدين في بنغازي لايمكن أن يقبلوا بهذا الوضع ، لابد أن يتحركوا كلهم هم أكثر بكثير من الذين عندهم سلاح . زليتن ظهرت فيها مجموعة واستولت على رشاشة ” م-ط ” أو ما يشبهها فخرجت زليتن بكاملها بلا سلاح ، وزحفت عليهم ، رموا عليهم ، رموا إلى أن أمسكوا بهم وفكوا منهم الرشاش ، وضربوهم وأطلقوا سراحهم . لماذا لا يعملون مثل زليتن ؟ قالوا لهم معقولة أنّ رشاشة لدى بعض الصبيان تروع زليتن ، وتصبح زليتن تحت سيطرة رشاشة !! يا الله ، تحركوا اخرجوا من بيوتكم ، فخرجت زليتن مثل السيل العرم ، فكوا منهم الرشاشة وضربوهم ، وبقيت زليتن هادئة وآمنة . كل منطقة فيها مجموعة بهذا الشكل ، يجب أن تخرج النساء والرجال والأطفال ، ويذهبوا إلى السلاح ويسلموه إلى الدولة . السلاح ملك للشعب يرجع إلى المخازن ، والأولاد يتم العفو عنهم وندربهم ، والذين وراء هؤلاء الصغار ، إما أن نقبض عليهم ونحاكمهم وإما أن يهربوا. العالم لم يحتج على الجزائر وهي تقاتل الآن كم عام عصابات مسلحة ، ولا احتج على روسيا وهي تقاتل الشيشان ، بل قال لها عندك … ولا العالم الغربي الذي يقاتل الآن في الباكستان ، وفي أفغانستان ، والعراق ، ويوميا يموت عشرات الأبرياء ومئات الأطفال ، ويموت عشرات الآلاف بسبب أنه قال “نحن نقاتل الإرهاب ” ، جماعات مسلحة اسمها طالبان ، اسمها القاعدة ، موجودة ومنتشرة ، كل يوم يعلنون عن مقتل مسلحين . الإسرائيليون يدخلون بجيشهم ، بدباباتهم إلى غزة ، ويضربون بالنار ويقولون نحن قتلنا مسلحين ، ويضربون بالطائرات ، ورأيتموهم يدمرون منازل ، ومساجد ، وورشاً ، ومتاجر ؛ ومكاتب . هم ميؤوس من عملهم ، لن يحكموا ليبيا ، ولن يحكموا أي مكان موجودين فيه ، وسينتهون في النهاية بأي طريقة من الطرق . ولا يوجد أحد يسمح لبلاده بأن تكون فيها مجموعات مسلحة ، ترعب السكان . ونقول لهم إنه ليس عندهم أمل في أي شيء إلا إرهابنا وتخريب بلادنا. بسيط جدا جدا فمثلما حصل في زليتن ، يجب أن يحصل هذا في أي منطقة أخرى ، أذهبوا إلهيم ، فكوا منهم السلاح واعفوا عنهم ، وأنا ضامن العفو الذي تقررونه . والشباب الذي ليس لديه وظيفة وظفوه ، والذي ليس لديه عمل الآن الحمد لله فرص العمل بالآلاف ؛ فبعد خروج الأجانب ، أصبحت فرص العمل بالآلاف ، هاهي موجودة. كل الشباب يتجهون إلى المصارف ، ويأخذون القروض بالطريقة القانونية ، قروضاً لا توجد فيها فوائد ولا توجد فيها الشروط الأولى . والذي يريد أن يتزوج يأخذ قرضاً من أجل الزواج ، ويسدده بعد عشرين عاماً أو ، كم . العبث الحاصل الآن ، لن يستمر ، لابد أن نوقفه . لا تطمعوا ثم لا تطعموا بأن نسمح لأمريكا أو لحلف الأطلسي بأن يدخل ليبيا ، وإلا فإن ليبيا تغرق بالدم ضد الاستعمار ، إذا استطاع الأمريكان أو الغرب دخول ليبيا ،عليهم أن يعرفوا أنهم سيدخلون في جحيم وبحر من الدماء ، وسيغرقون أكثر مما غرقوا في العراق ، وأكثر مما هم غارقون الآن في أفغانستان . طبعا أمريكا تقود العالم الغربي أو الأمم المتحدة -أعتقد أن أوباما هذا شاب سياسته كما صرح بها معقولة ؛ وبالتالي ليس مغامرا ولا استعمارياً وليس يانكياً مثل بوش أو مثل كلنتون أو أي أحد آخر ، أعتقد أنه يقدر أن يجنّب بلاده ويجنّب أوروبا عراقا ثانية أو أفغانستان ثانية أو فيتناما ثانية -. نحن نقول لكم في النهاية وليس الآن ، إذاً ليس هناك مفر ، إذا ثبت أنهم طامعون فينا “عنز ولو طارت ” يأتون هم إلى ليبيا ، وتأكدوا من ليبيا ، إذا هم ينوون أن نقبل التحدي ، نقبل التحدي . نحن لا نسمح لهم بأن يأخذوا لقمة أطفالنا التي هو البترول ، لا نسمح بأن يموت أطفالنا من الجوع إذا أخذت أمريكا البترول مرة ثانية ، ولو نموت نحن وأطفالنا في معركة مشرفة تاريخية . الآن تكونت شعبيات جديدة ، ينبغي على أمانة مؤتمر الشعب العام أن تعتمد ما قررته الجماهير . شعبية النواحي الأربع أصبحت تتكون من بلدية قصر بن غشير ، وبلدية اسبيعة ، وبلدية سيدي السائح ، بلدية سوق الخميس ، بلدية العواتة . وتكونت شعبية جديدة اسمها شعبية جنزور ، وشعبية جديدة أخرى اسمها شعبية العزيزية، وشعبية الجبل الغربي التي تشكلت الآن من شعبية غريان وتتكون من بلدية القواسم ، بلدية بني داود ، بلدية الأصابعة ، بلدية بني خليفة ،بلدية بني نصير، بلدية الرابطة ، بلدية القواليش . هذه المعلومات ، أكيد أنها وصلتكم أنتم أمانة مؤتمر الشعب العام ؟ . ** القائد : ربما قبل ذلك ، كانت غدامس ؛ وتتكون من بلدية غدامس ، بلدية درج ، بلدية سيناون . – متحدث : – متحدث : ترهونة يا أخي القائد . انظروا يأيها الشباب والسادة ، لستم أنتم فقط الشباب الذين هنا ، السادة ، هذه الفاعليات الشعبية . لكن الخارج والعملاء الذين معهم يجب أن يفهموا أن ” معمر القذافي ” ، ليس رئيساً لكي يستقيل ، وليس رئيس وزراء ، ليس رئيس جمهورية ، ليس ملكاً حتى يتنازل عن العرش ، ولا هو ولي عهد ، حتى يتنازل عن ولاية العهد . ” معمر القذافي ” سلم السلطة للشعب ، وهو باق يقود الثورة ، وليبيا بلادي روتها دماء أجدادي في كل شبر . ولو خرج كل الليبيين فأنا لن أخرج من ليبيا التي رواها أجدادي بدمهم الطاهر . أنا تكلمت ذات مرة عن تعويض الشعب الليبي من الطليان ، وكل عائلة ليبية متضررة من الاستعمار الإيطالي بالنفي أو بالألغام أو بالقتل أو بالهجرة والتشريد ، فقال لي رئيس إيطاليا : إن عائلة ” القذافي ” نشهد فعلا أنها عائلة تضررت كثيراً فعلاً من الاستعمار الإيطالي . قلت له لا ، لا ، لا ، ليس عائلة القذافي ؟! أنا أتٍ لأكلمك عن عائلة القذافي ؟! أنا أكلمك عن الشعب الليبي ، هو الذي تضرر من الاستعمار الإيطالي ، وليس عائلة القذافي . لكنه كان يتكلم عن عائلتي ، وعندها حكيت له القصة ، قلت له إن جدي: ” عبد السلام بومنيار ” ترك سبعة أطفال أولاد وبنتين صغارا في الصحراء ، وجاء هو ومجموعة من عياله من القحوص -مثلما قلت لكم- ، والقذاذفة ، ودافعوا عن الخمس ، واستشهدوا كلهم في الخمس دفاعا عن الخمس . أخوه الذي بعده جدي ” خميس ” هو الذي تولى تربية الأولاد ، وعندما جاءت معركة القرضابية ترك أولاده وترك أولاد أخيه ، وذهب فاستشهد في القرضابية عام 1915 . بعده رباهم أخوه “حمد بومنيار “، لكن الطليان شدّوه في الزيغن ونقلوه أعدموه في الجفرة في قوز بوزريدة الذي يقع بين ودان وبين هون ، أعدموه في هذا المكان . أنا جدودي كلهم دفعوا الثمن ورووا بدمهم أرض ليبيا ، وهؤلاء المستعمرون الأوغاد يتكلمون عن القذافي يرحل ما يرحل . أنتم ترحلون ، والقذافي قاعد في أرض الأجداد . أنتم ترحلون من الأراضي التي تستعمرونها ، سترحلون من أفغانستان ، ومن العراق ، ومن باكستان ، وسترحلون من كل مكان تحتلونه ، وأنا باق إلى غاية ما أنتم الرؤساء الأوروبيين ورئيس أمريكا تتم مدتكم السياسية وتصبحون مواطنين عاديين ، وتجدون ” |