وانتهت الجمعة دون دعاء
للأسف لم يتفق المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها على أداء دعاء الجمعة الآخرة، ولو اتفقوا لزلزل دعاؤهم بكل تأكيد الكيان الصهيوني والحلف الأطلسي، وربما أسقط حتى القمر الصناعي(الإسرائيلي) ولكنهم للأسف اختلفوا، فحزب التحرير الإسلامي اشترط لكي يشترك أذنابه في دعاء الله يوم هذه الجمعة أن يكون رئيس الحزب خليفة المسلمين، وأن يدعى له من فوق منابر المساجد، وأن يقال في كل مسجد في العالم الإسلامي: اللهم انصر خليفة المسلمين رئيس حزب التحرير الإسلامي، وبارك في ذريته وأزواجه واجعلهم خلفاء من بعده.. وإذا توعك وجب فرضا أن يدعى له بالشفاء من وعكته في جميع مساجد العالم الإسلامى، وأن يكون معلوما لديكم أن الخليفة يحق له استباحة ما هو محرم عليكم.. وأنكم ونساءكم مما ملكت يمينه.. واشترط أن يعتبر أعضاء المكتب السياسي للحزب الذين هم ثلاثة فلسطيني واثنان أردنيان من أصل تركي وكردى- من آل البيت- وإذا ذكروا يجب عليكم أن تقولوا : اللهم ارض عنهم.. وكرم الله وجوه أعضاء المكتب السياسي لحزب التحرير الإسلامي وأن تبشروهم بالجنة مهما كان…. واشترط لكي يشترك أتباعه وأتباعهم وأذناب أذنابهم بالدعاء معنا في الجمعة الآخرة أن يحل حزب الإخوان المسلمين. وأن يفك ارتباطه بالمخابرات الألمانية الغربية نتيجة للأزمة السياسية القائمة في شهر رمضان المبارك بين بريطانيا العظمى وألمانيا الغربية غير العظمى بشأن تحديث الصواريخ النووية. وعندما سئل عن علاقة دعاء المسلمين يوم الجمعة الآخرة في رمضان ببريطانيا وألمانيا.. قال لنا: طبيعة الصراع تقتفي هذا، وإن حزب التحرير الإسلامي لا يمكنه مخالفة دين الله ولا ينكث عهده.. ولا ينقض غزله فهو ملتزم التزاما تاريخيا ودينيا مع أهل الكتاب المخابرات البريطانية من أيام احتلال فلسطين وإلى يوم الدين.. وإن الحزب يدين في تأسيسه للحاج الجنرال جلوب.. والحاج لورنس رحمهما الله وطيب ثراهما في ضواحي بورمث وبرفنجتن في جنوب بريطانيا. وعندما سمع تبع الإخوان المسلمين هذا الشرط قاموا بحرق كتب النبهاني، وأعلنوا أنه يتبع الموساد من عام1936 وأن أتباعه عملاء.. وأن الدعم المالي يأتيهم من الموساد كل ستة أشهر عبر الأردن. وأن الحزب تكون من فلسطينيين عملاء للإنجليز منذ أيام الانتداب البريطاني على فلسطين، وشكلوا هذا الحزب ليحول بين المسلمين وتحرير فلسطين.. وأن هدف رئيس الحزب هو أن يحقق حلمه وهاجسه بان يكون خليفة للمسلمين ولو لمدة شهر واحد.. وأن يدعى له على جميع المنابر. ورد حزب التحرير على حزب الإخوان المسلمين الصاع صاعين.. والكيل كيلين.. واتهمهم بتحريف القرآن الكريم في تفسير سيد قطب زادا الهندي الأصل في ظلال القرآن.. والغرض من هذا التحريف هو إبطال أحقية عبد الناصر في الرئاسة..وأحقية حسن البنا حتى وإن كان ميتا، لأن البنا يحفظ القرآن في صغره.. حتى وإن نسيه في كبره . أما عبد الناصر فلا يحفظه.. والغرض من تأليف هذه الأجزاء في تفسير القرآن المسماة في ظلال القرآن هو صراع المصريين فيما بينهم في الأربعينات وبداية الخمسينات على السلطة، ولا علاقة له بالقرآن أو الدين أو الله أو ليبيا، ولكن أقحم الدين وفسر القرآن عمدا تفسيرا مغلوطا لإثبات حق فريق من المصريين في الحكم ضد فريق آخر. وقام حزب التحرير الإسلامي بإحراق كتب المودودى وأعلن أنها مهزلة.. كيف يستطيع أعجمي أن يعلمنا نحن العرب ديننا؟.. ونحن الذين أدخلناه الإسلام.. ونحن أئمته ومعلموه. وقالوا: إنه من السخف أن يتتلمذ عربي على أعجمي في دين محمد النبى العربي وبلسانه العربي المبين، واشترطوا هم أيضا على حزب الإخوان المسلمين فك ارتباطه بالمخابرات الأمريكية وخاصة الكولونيل جون بالمر.. ولكنهم تاسفوا على اضطرارهم إلى فضح هذه الأسرار ولكن قالوا : السن بالسن والعين بالعين والبادئ أظلم. وشارك في الجدل حول هذه المسائل الخطيرة التى ستؤدى إلى تحقيق المعجزات مثل تحلية مياه البحر.. واستغلاله في الزراعة.. وتحويل الطاقة الشمسية إلى وقود.. وربما تحويل الحجارة إلى صوف شاركت حركات أخرى مثل التكفير والهجرة من وإلى فلسطين.. والجهاد ضد سكان أجد ابيا والدعوة لتدمير المجمع الصناعي في رأس الأنوف.. وكفرت بدورها حزب الإخوان المسلمين.. وحزب التحرير الإسلامي ووصفتهما بالرجعية والعمالة والفسق والنفاق.. وأن أتباع هذين الحزبين لا يستطيعون قبول التحدي مع هذه الجماعات الجديدة مثل عدم قدرتهم على كسر السن الضحاكة وحمل25 كجم من الرمل والسير بها أربعين ك.م كل أسبوع.. وأن يصوموا خمسة وأربعين يوما بدل ثلاثين وأن يتحملوا العيش ستة أشهر دون اغتسال..ودون حلاقة.. ودون قص أظفار.. ودون معجون أسنان وأن يتزوجوا بلا عقد قران.. وذلك اقتداء (بمير زادا) عليه السلام. وعندما سمع حزب الإخوان المسلمين وحزب التحرير بتدخل فذه الجماعات المسلمة الجديدة.. أفتوا معا وأيدوا هذه الفتاوى ببصمات إبهام الرجل اليمنى بمجلس رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة..وفروع تلك الرابطة المحدودة في واشنطن (رحمه الله).. وفي القدس الشريف.. ومعهد شملان العتيق، وذلك لإنهاء الجدل العقيم حول الدين الذي ينبني ألا يتعمق فيه.. بل يجب استغلاله فقط لحشد التبع المغفلين.. وللتغطية به أمام الجماهير، وهددوا هذه الجماعات بفضح حقيقتها كونها وافدة على الوطن العربي من بلاد الأعاجم.. إنها موجهة ضد الأمة العربية باسم الدين لتدمير القومية العربية تسهيلا لسيطرة قومية(إسرائيلية) أو فارسية في المنطقة.. ومعاداة الاتجاه التقدمي الاجتماعي الجذري باتجاه إسلامي وهمي حسب الاتفاق السري مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد، وبطبيعة الحال استبدال الاتجاه الإسلامي بالدين الإسلامي.. وأن منبع التكفير والهجرة من باكستان..والدعوة والجهاد من أفغانستان وإيران والهند.. وأن تلك المناطق هي الوكر ا لقديم ا لتقليدي لمد ارس الحشاشين وازنادقة والمخابرات الغربية المعادية للإسلام وللأمة العربية.
وإن هذه الحركات هي امتداد للقديانية والأحمدية والبهائية التي ادعى مؤسسوها النبوة وأخيرا تخلوا عن دين محمد واستبدلوا به البهائية والأحمدية وما إليها، والان ستحل محل الإسلام دعوات التكفير والهجرة والدعوة والجهاد وما إليها.
وهكذا فقدنا مشاركة هذه الأحزاب وأتباعها وأذنابها في الدعاء في الجمعة الآخرة من رمضان نتيجة خلافات لن يتم الاتفاق حولها فيما بينها إلى يوم القيامة.. ولكن لسوء الحظ لم يقف الأمر عند هذا الحد بل قال لنا مسلمو باكستان: نحن نرفض المشاركة لأن الأرض السليبة بالنسبة لباكستان كدولة إسلامية(هي كشمير).. وأن العدو اللدود هو الهند وليس ما يسمى(بإسرائيل). أما مسلمو الهند فلم يوافقوا بسبب عدم اتفاقهم معنا حول تحديد العدو.. وغاية الجهاد . فالعدو المباشر لمسلمي إندونيسيا هو ماليزيا الدولة المسلمة والمعتدية على حدود إندونيسيا المسلمة كذلك.. أما العدو التقليدي فهو اليابان، وأن الأرض السليبة لمسلمي الفليبين ليست فلسطين بل(مانديناوا). وتل أبيب لا تعنى عندهم شيئا سيئا بل(مانيلا). والأدهي من ذلك وجدنا سفارات(إسرائيلية) ومصالح متبادلة بين المسلمين والعدو الصهيوني. واتضح لنا أن العدو(الإسرائيلي) هو عدو الأمة العربية فقط.. وأن أمريكا متحالفة مع دول إسلامية لمصلحة(الإسرائيليين) و أننا واهمون للغاية.. فالإسلام لا يشكل وحدة سياسية.. ولا اقتصادية.. ولا عسكرية.. وجدنا تركيا الأمة المسلمة.. التي حكمت العالم الإسلامي ستمائة سنة باسم الدين عضوا في حلف الأطلسي الذي تقوده أمريكا. وأن علاقتها مع”الإسرائيليين” حسنة جدا وأن الدول الإسلامية الإفريقية تستعين بالنصارى ضدنا.. وتربض فوق أرضها الإسلامية قواعد الدول المسيحية. وأنهم راضون.. يكفي دليلا على ذلك أن جزر القمر المسلمة تنازلت عن إحدى جزرها لفرنسا كرد جميل لفرنسا التي أرجعت الحاج أحمد عبد الله للسلطة.. وصوت سكان جزيرة (مايوت) المسلمون للانضمام إلى فرنسا المسيحية. ولكن كل هذه النتائج المؤلمة أكدت أن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لا يمكن أن يجاهدوا معنا ضد عدو مشترك، لأن عدو العرب صديق المسلمين من غير العرب والعكس.. وبالتالي لا أمل في وحدة سياسية أو عسكرية إلى يوم القيامة.. وأن المنافع الاقتصادية لا وحدة بيننا فيها على الإطلاق، فتركيا مرتبطة مع الإسرائيليين في السياحة والتجارة ومع ألمانيا الغربية في الأيدي العاملة.. ومرتبطة مع أوروبا الغربية لكونها عضوا في السوق الأوروبية المشتركة برغم أنف الإسلام عليه السلام ومسلمي ليبيريا وملاوي تبع أمريكا. ولم يستجب لنا إلا ثوريون من جميع أنحاء العالم لكنهم ليسوا مسلمين.. وقالوا: نشهد أن العرب مظلومون..وأنهم مهانون من طرف الصهيونية والإمبريالية، وقم الوا: نشهد أن فلسطين عربية وأنها احتلت عام 1948 م. ولكننا رفضنا من جهتنا مشاركتهم لأنهم ليسوا مسلمين.. وذات الوقت تأكدنا من أن المسلمين ليسوا عربا.. وأن العرب مسلمون.
وهكذا فاتت الجمعة الآخرة دون دعاء لأننا وجدنا لكل أمة دينا.. ولكل أمة نبيا.. ولكل أمة مستقبلا ومصيرا.. ولها عدوها ومصالحها الخاصة. ما عدا ذلك دجل وسخف وضحك على الذقون، وعلى الأمة العربية أن تتذوق مرارة الإهانة والتطاول، وتواجه الإبادة من عدوها وحدها فقط والذي هو في نفس الوقت حليف وصديق لأمم إسلامية غير عربية، وأن محاولة التوفيق بين المتناقضات ضرب من المحال.. ولكن أتباع وأذناب حزب التحرير الإسلامي وحزب الإخوان المسلمين.. والتكفير والتهجير والدعوة والجهاد ضد العباد الآمنين المؤمنين تركناهم ينقبون مثل الدجاج في كتب ابن تيمية.. والفتوى السندسية حسب آخر طبعة للمخابرات الأمريكية. قالوا: سنشارك في الجهاد ضد العدو بمجرد أن نفرغ من قراءة الإمام الغزالي لنعرف هل الموت طائر أم دابة!!؟.. وإذا كان دابة كما قال الإمام الغزالي فهي أكبر من الجحش وأصغر من الحصان!!؟ وهل العنب الذي كان يسقط على (خبيب بن عدى) وهو أسير عند المشركين في مكة كان من الزهرة أم عطارد؟ لأن مكة لا عنب بها ولكن ابن تيمية شيخ الإسلام القديم يؤكد أن العنب كان يتساقط يوميا على خبيب.. وأن (أم أيمن) كادت تموت عطشا بين مكة والمدينة وهي صائمة فنزل عليها حساء من شربة بالمعدنوس.. ودلو ماء معدن ماركة أفيان.. ولم تعطش طيلة عمرها بعد أن شربت من ماء أفيان.. وأن خالد بن الوليد حاصر حصنا منيعا للروم وطلب منهم التسليم.. فقالوا له: لا نسلم حتى تشرب السم. فشرب قدحين من السم(السقوطرى) القاتل.. ولم يوجعه حتى مصران واحد من مصارينه.
هذا ما كتبه شيخ الإسلام (ابن تيمية) في كتابه المشهور الذي يعتبر دستور حركة التكفير والهجرة والدعوة والجهاد والإخوان والتحرير.
ونحن ننتظر متى يتأكد أصحاب هذه الأحزاب الإسلامية من حقيقة الموت، هل هو طائرة أم دابة؟ وكيف نزل العنب على أسير في مكة.. ومكة ليس بها عنب.. وكيف نزلت الشربة وماء أفيان على أم أيمن؟.. ولأن هذه الأبحاث العلمية ستؤدى إلى تغيير العالم وثقافته وبديهياته ومسلماته العلمية الفارغة المبنية على قوانين الجاذبية والطفو.. وحساب المثلثات.. والهندسة الفراغية.. ونظرية الطرد المركزي.. واللوغاريتمات..
فنحن في انتظار نتائج الأبحاث العلمية للأحزاب الإسلامية المستوردة من المجوسية والباطنية.. وعلينا أن نساعدهم بإعادة طباعة كتب ابن تيمية وابن كثير والمودودى ذات العناوين الباهرة مثل(رأى الدين في اللقاء بين الزوجين..بعد رأيه في اللحية والتدخين و(أكثر من قول في تعدد زوجات الرسول)( والغنة في نكاح أهل الجنة) و(أكل القديد حسب طريقة خالد ابن الوليد)لأن المهم هو أن نعرف كيف كان خالد ابن الوليد ياكل القديد.. وليس المهم كيف انتصر على الروم وأساليبه في الحرب.. بل المفيد هو أسلوبه في أكل القديد.. وكتاب” المنابع في حكمة الأكل بثلاثة أصابع” لابن تيمية.
أيها المؤمنون لا تتحسروا ففي الجمعة الآخرة من رمضان القادم أو الذي بعده.. أو الذي بعد الذي بعده قد نصل إلى معرفة حقائق علمية مذهلة تتعلق بهذه القضايا.