طرح القائد لثورة ثقافية أفريقية

احصل على PDF

2005.1.2

طرح الأخ قائد الثورة على المثقفين والمفكرين الأفارقة رؤيته الفكرية الاستراتيجية لثورة ثقافية أفريقية تستهدف الحفاظ على مقومات الهوية الأفريقية بجذورها التاريخية وتراثها الحضارى الممتد إلى ما قبل التاريخ‌.

تحياتى إلى أخى العزيز الرئيس / عبد الله واد / وأعضاده وأعضاء حكومته الموجودين فى هذه القاعة .. وأحيى أفراد الشعب السنغالى الشقيق فردا فردا رجالا ونساء وأحيى الأمة الأفريقية هذا اليوم من خلال الشقيقة السنغال .

أشكرك أيها الأخ الرئيس العزيز على الكلمات التى تفضلت بها فى افتتاح هذا الملتقى والكلمات التى تفضلت بها الآن .. وأحيى شقيقنا الرئيس الفا كوانرى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى وأشكره على ما ورد فى كلمته بالأمس فى الافتتاح بخصوصى .. وأشكر كل القادة الأفارقة الذين حضروا افتتاح هذا الملتقى رغم عدم وجوده اليوم .. وأريد أن أحيى أشقائى المثقفين الأفارقة وأشكرهم شكرا جزيلا ..

وأنا سعيد جدا وفخور بهم وبوجودهم وبتلبيتهم الدعوة التى وجهها شقيقنا الرئيس عبدالله‌ واد إليهم وهو فى الحقيقة أستاذ ومثقف وثورى ومعارض شعبى يقود المعارضة الشعبية التى وصلت إلى السلطة فى السنغال،وهو الذى يفهم المثقفين ورسالتهم ودورهم وبالتالى أشكره هو أيضا على تقديمه هذه الفكرة التى وصلت إلى حيز الوجود،وأيدته أنا فى لومى عندما طرحها لأننى أعرف أنها فكرة مفيدة وصادرة من شخص حريص على أفريقيا ومثقف وأستاذ وهو الرئيس عبدالله واد .ومن حسن الحظ أن يمسك مفوضية الاتحاد الأفريقى الآن الأستاذ كوانرى الذى هو أستاذ فى التاريخ ومثقف. ..

وأنا قلت هذه الكلمات لأن الثقافة مشكلة العالم الثالث .. يعنى أن الحكام غير المثقفين هم سبب رئيسى فى تأخير التنمية والرقى والتقدم والديمقراطية والاستقرار فى العالم الثالث .. الثقافة مهمة جدا بالنسبة للقيادة ..

أنا في الحقيقة معجب كثيرا بهذه الفكرة وبهذا الوجود وبهذا الحضور،وفى ذات الوقت الذى يجعلنى أقدر هذا التجمع أكثر وأكثر أنهم جاؤوا من كل‌ فج عميق من مناطق بعيدة من العالم،وهذا يجعلنى أعتز بالمثقف الافريقى،وهذا يدل على الوطنية الأفريقية لأن هؤلاء المثقفين هم فى الشتات فى قارات العالم متشتتون خارج الوطن الأم وهو أفريقيا ومع هذا هم يرتبطون بالوطن الأم ويوجدون اليوم من أجل الوطن الأم،ويعملون ما من شأنه أن يوحد قارتهم ووطنهم الأم،ويدفع بها إلى الأمام فى هذا العصر وهى تخلف كثير بسبب عوامل خارجية وهذا يعطينى ثقة فى الأفريقى وأنه مهما بعد فهو متمسك بوطنه‌.

أنا متأسف ما حضرت،وأخى الرئيس عبد الله واد يعرف الأسباب جيدا وكان‌ بودى أن أكون معكم لكن من خلال هذه المداخلة أود أن أقدم،خلاصات لا أريد أن أسترسل كثيرا .. أطرحها عليكم وأنتم ضمنوها برنامجكم .. وأنا طبعا أرحب بكم فى أى وقت فى بلدكم ليبيا بأى حجم سواء أكانوا ممثلين عنكم أم أنتم جميعا.

أنا أرى فى أفريقيا الآن تتوحد،وتريد أن تثبت مكانتها تحت الشمس وفوق الأرض بين الأمم والتى أهينت كثيرا واستعبدت وعوملت معاملة حيوانية.. معاملة عبيد ورقيق من قبل الغربيين البيض العنصريين هذه معروفة هذه مأساة .. أولا تواجهون مشكلة اللغة ونحن نبنى الاتحاد الافريقى .. أنا بودى من المثقفين أن يحلوا الآن مشكلة اللغة فى أفريقيا وهى مشكلة خطيرة وعويصة وأساسية .. نحن عندنا لغتان نتكلم بهما عندنا لغةرسمية ولغة شعبية .. اللغة الرسمية هى لغة الاستعمار الانجليزية، الفرنسية،البرتغالية.. اللغة غير الرسمية اللغة الشعبية التى نتكلم‌ بها وهى جميع اللهجات الافريقية التى ممكن أن تصل إلى 800 لهجة إلى 1000 لهجة.. اللغة الرسمية التى نتكلم بها هى مكتوبة ولها حروف .. اللغة الافريقية الحقيقية الشعبية غير مكتوبة .. إحدى المعضلات التى أمامنا أن اللغة الافريقية الشعبية لغتان لغة الأجداد،غير مكتوبة وليس لديها حروف .. لازم أن نحل هذه المشكلة ولا يمكن التعبير عنها بحروف إفرنجية.. لا يمكن أن نأتى بالحرف اللاتينى ندخله فى اللغة الأفريقية لأن الحرف اللاتينى يفسد اللغة الأفريقية .. وهذا يجب أن يستبعد من الآن،وكل اللغات غير اللاتينية التى استعملت الحرف اللاتينى أفسدت الحرف اللاتينى وأفسدت اللغة،ولم تعد لغتهم قادرة ولا تنطبق على الحروف مثلما رأينا فى اللغة التركية وبعض الدول التى أخذت حروفا لاتينية.. روسيا والدول هذه . لكن الحرف الصينى والحرف اليابانى والحرف العربى هذه الحروف تنطبق تماما على معنى اللغة .. لو نكتب بالحروف اللاتينية اللغة العربية،المعنى يضيع يبدأ تقريبيا وهذه مفسدة كبيرة يجب أن نستبعد الحرف اللاتينى كليا،ولكن يجب أن نفكر فى لغتنا الأم وهذه مسؤولية المثقفين الأفارقة فى الداخل وفى الخارج فى الشتات وفى الوطن الأم.. كيف نجعل اللغة الأفريقية مكتوبة من ناحية .. من ناحية أخرى كيف نوحدها،لا يمكن أن نتكلم بثمانمائة لغة أو ألف لغة كيف نعلم أولادنا يا ترى!! من رأيى أن‌ تحلوا هذه المشكلة إما أن نختار اللغات السائدة نقول لغتين ثلاث أربع لغات سائدة يجب ان ندرسها ونعممها على كل المدارس الافريقية وتدخل المنهج ولابد أن تكون إجبارية حتى على الدول نفسها إجبارية.. الأفارقة يريدون هكذا لا يوجد حاكم أو حكومة تتملص من هذا القرار ونعطيها حروفها الأفريقية .. اللغة مهمة لأن دياناتنا الأفريقية وثقافتنا و تراثنا وفنوننا وموسيقانا وفلكلورنا كلها لا يمكن التواصل معها‌ إلا عبر لغات الأجداد وإذا فقدنا هذه اللغات نفقد الصلة بالتراث بالماضى بالتاريخ بالجذور .. أرجو أن تحلوا هذه المعضلة . طبعا هناك اقتراحات من‌ بعض القادة يقولون: نأخذ السواحلية والعربية والهوسة والأمهرية نختار ثلاث لغات أو أربع لغات ونعممها وتصبح إجبارية فى أفريقيا،ونستمر فى تعليم اللغات المحلية نتكلم بها فى العائلة على المستوى الشعبى .. هذه المعضلة لابد من حلها .. أرجوكم أن تولوها كل الاهتمام وإلا فسنفقد الماضى ونكون معلقين فى الهواء بدون جذور .

الشىء الثانى،الدين الأفريقي ..من العيب أن يقال إن أفريقيا لم تعرف الله إلا بعد الاستعمار الغربى .. بعد أن تعلموا المسيحية .. يعنى هذا شىء مخجل جدا ومغالطة تاريخية كبيرة وأنتم مثقفون تفهمون هذا .. كيف أفريقيا لا تعرف الله إلا بعد مؤتمر برلين عام 1885.. أفريقيا تعرف الله قبل برلين وقبل أن تبنى برلين أصلا،وقبل أن تكون أوروبا معمورة بالسكان .. أفريقيا تعرف الله .. أنا عملت دراسة عن اللاهوت الأفريقى والديانات الافريقية ووجدت أن الديانات الافريقية التى يقولون عنها إنها وثنية ليست وثنية .. هذه ديانات توحيدية هى ديانات الدين الحنيفية،دين ابراهيم عليه السلام الذى بدأ به الأديان واختتم به محمد خاتم النبيين .. فدينه دين الحنيفية ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين.. الديانات الأفريقية ديانات توحيدية إلهية يبدو أن هناك وحيا وهناك أنبياء ورسلا بعثوا إلى أفريقيا فى الزمان السحيق وهذه الأديان أديان توحيدية،وأنا عملت مقارنة بين القرآن وبين الديانات الأفريقية فوجدت أن الديانات الأفريقية هى ديانات توحيدية ومنطبقة مع الإسلام بشكل كبير جدا .. يعنى أسماء الله الحسنى فى القرآن وجدتها فى الديانات الأفريقية. فى القرآن .. فى الإسلام من ضمن أسماء الله الحسنى الواحد ذو الجلال المتوكل الخالق الوهاب المالك رب السموات الأعلى الأزلى المبدئ المالك‌.

هذه من ضمن أسماء الله الحسنى فى القرآن وجدتها تماما منطبقة تماما مع الديانات الأفريقية القديمة عندما نقول:أولد مارى فى يوروبا فى قبائل اليوروبا فى نيجيريا فى غرب أفريقيا تعنى الواحد ذا الجلال الأبدى المتوكل عليه .

هذه الكلمات الواحد وذو الجلال والأبدي المتوكل عليه،هذه تماما موجودة فى القرآن يعنى من صفات أسماء الله ،اريس عند يوروب هى أيضا تعنى المصدر الأوحد للوجود وهذه نفس الشىء يعنى هو الخالق الأول أى عند اللوبيين تعنى الخالق لم يخلقه أحد موجودة فى القرآن هذه تماما جوبى عند تمبوكا فى مالاوى تعنى الوهاب تماما مثلما فى القرآن الوهاب مثلما نقول عبد الوهاب عبد الخالق عبد المتوكل عندما نقول‌ / كاجنجو / فى أوغندا تعنى سيد الكون نفس الشىء يعنى موجودة فى القرآن‌ / روشوبورا فوز / فى بوروندى تعنى المالك مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين،عندما نقول / نياكالاجا / فى كينيا عند قبائل اللو فى كينيا تعنى الأزلى الخ … واك فى أثيوبيا تعنى رب السموات / سوسه فى / زالا / فى أثيوبيا تعنى سيد الكون / ليفى فى مندى بسيراليون تعنى الخالق‌ الأعلى هذه كلها أسماء كثيرة لن نمر على كل أسماء الله الحسنى التى هى 99 اسما موجودة كلها فى الديانات الأفريقية.. يعنى هذه من ناحية اللغة.

ونزيد من ناحية الديانة الأفريقية يجب أن نعود نحن إلى ديانتنا الأفريقية الآن يقولون:دين الغابة فليكن ذلك كذلك نحن محتاجون إلى ثورة ثقافية ترجعنا إلى اللغة وترجعنا إلى هذه ديانات توحيدية وعلى مسؤوليتى وأنا مؤمن ومسلم وأعرف أن العودة إلى الديانات الأفريقية هى العودة إلى الدين الحنيفى/ الحنيفية / الديانة الصافية التى ليس فيها شرك ومن العار أنهم يقولون لأن أنتم لم تعرفوا الله إلا بعد الاستعمار الغربى .. نحن الذين علمناكم الله وعلمناكم المسيحية وعلمناكم الديانة بعد ذلك بعد أن انتهينا من اللغة ومن الدين الافريقى نأتى إلى أشياء يعنى ليس هناك مقارنة بينها من الناحية المعنوية لكن مهمة.

نأتى إلى المسكن الأفريقى إلى الكوخ الأفريقي أنا بودى أن المثقفين والمهندسين يعملون برنامجا يمنع اختفاء الكوخ الأفريقي .. يجب ألايزول‌ الكوخ الأفريقى .. أرجو ألا يحل الاسمنت والخرسانة المسلحة والمبانى التى تصلح لاسكندنافيا وتصلح للاسكيمو وتصلح لايسلاندا وجرينلاند والاسكا . نحن يجب ألا نأتي بها لأفريقيا هذه لا تصلح بنا .

الكوخ الافريقى هو الذى يناسب البيئة الافريقية والمناخ الأفريقى والعادات الافريقية وصحى جدا وبالمواد المحلية المتيسرة ورخيص لايكلف شيئا والعائلة تبنى مسكنها بنفسها وعشنا فى الكوخ مئات السنين ولم يحصل أى ضرر بالعكس نحن أصحاء وهو صحى ولايحتاج إلى مكيفات نشتريها من أوروبا ولايحتاج إلى غاز نعمله فى المكيفات ولايحتاج الى أى تهوية صناعية لأن تهويته طبيعية.

أرجو المحافظة على الكوخ الأفريقى وأن تكون هناك دراسات تتعلق بالبيئة والتراث لأنها تحافظ على الكوخ الأفريقي .. لأننى زرت وذهبت عن طريق البر ما بين عدد كبير من المناطق الأفريقية ذهبت بالبر تفقدت مناطق كثيرة غرب أفريقيا وسط أفريقيا شرق أفريقيا وجنوب أفريقيا ذهبت بالسيارة بالبر وأتفقد الناس وأرى الأكواخ وأنزل فى القرى وأتفقد أهلها وأجلس معهم. العائلات وجدت كل فرد من العائلة فيها عنده كوخ المطبخ فى كوخ والصالون كوخ الحيوانات موجودة فى مكان آخر، عندما جئت لواحد أفريقى على سبيل التندر مثلا قلت له: ممكن نعطيك سيارة قال لى : لا ماذا أفعل بها قلت له سيارة فخمة ، لا أعرف هل هو يعرف السيارات أم لا هى سيارة فخمة .. ممكن أن تكون كاديلاك ممكن مرسيدس رولزرايز غيرها،قال لى:لا أبدا ليس لى بها حاجة،كيف قال لى ماذا أعمل بها أنا مستقر وباق وكل الأشياء موجودة عندى هنا ماذا أعمل بالسيارة قلت له طيب لو عملنا لك طريقا معبدا قال لى:أبدا ماذا أعمل بالطريق لا اتركوها أرضا مثلما هى بطبيعتها قال :أنا عندى أشجار فواكه وأزرع الحبوب إذا أردت وعندى بعض الحيوانات تعيش تحت هذه الأشجار والمطر يتساقط وإذا احتجت إلى الماء النهر بجانبى. إذا كان المطر غير موجود وأعيش فى كوخ وأمشى على قدمى والطريقة صحية ولست محتاجا لا إلى طريق معبد ولا إلى سيارة يعنى هذا لو نعمل له الطريق المعبد أو نعمل له السيارة ونعمل له الخرسانة المسلحة يعنى سنقضى عليه سندخله فى جحيم،جحيم الخرسانة المسلحة . أرجوكم حافظوا على الكوخ الأفريقي .

أرجو أن يصدر من ملتقاكم التاريخى هذا شىء بخصوص اللغة بخصوص الدين‌ بخصوص الكوخ وبخصوص الزى الأفريقى . الزى الأفريقى أرجو ألا نستبدله‌ بالزي الأوروبي لأن أوروبا مناخها يختلف عن مناخنا مبانيها تختلف عن‌ مبانينا نحن نمشى على أقدمنا ونركب الدواب وهم يركبون الأقمار الصناعية أو القطارات . عندما نعمل رائد فضاء أفريقيا نلبسه كسوة رائد الفضاء لكن الآن أولادنا ونساؤنا وشيوخنا وأهلنا يجب أن يتمسكوا بالزى الأفريقي الزى الأفريقى فصّل وخلق ليناسب البيئة الأفريقية والهواء الأفريقي والمناخ الأفريقي أرجوكم لا تجعلوه غريبا فى يوم ما ويحصل لنا مسخ .. حصل لنا مسخ فى الدين وحصل لنا مسخ فى اللغة ويمكن أن يحصل لنا مسخ فى المسكن ويمكن أن يحصل لنا مسخ فى الزى وبعد ذلك يدخلون للأكل والشراب والمطبخ ويغيرونه لنا .

مطبخنا الأفريقى أكلنا الأفريقى يجب أن يبقى كما هو، يجب ألا تبهرنا أمريكا وأوروبا ونذهب إلى مطاعمها هناك ونراهم يأكلون الصراصير ويأكلون الضفادع ويعملون أكلا أشكالا مختلفة، هذه تناسبهم هم نحن لا تناسبنا هناك أكل فى أوروبا لو نأكله نحن فى أفريقيا يمكن .. نموت .. أنا وجدت فى بريطانيا مرة كنت دورة هناك عام 66 كنت ملازما فى الجيش فى ذلك الوقت وجدت انجليزا يقولون يكلمون أولادهم يقولون لهم:لا تأكلوا لحم الخنزير فى الشهور التى ليس فيها حرف ار يعنى التى هى مايو يونيو يوليو أغسطس الأربعة الشهور هذه لماذا؟ لأن الأربعة الشهور هذه يعتبرونها صيفا وما دامت صيفا فمعناه لحم الخنزير يكون ضارا فنحن عندما نأكل لحم الخنزير فى البلاد الحارة يترتب عليه ضرر كبير الطب سيثبت هذا ،وهم أنفسهم قالوا لا تأكلوا لحم الخنزير فى الأشهر التى ليس فيها حرف ار لأنه يضركم.

المطبخ والأكل الأفريقى يناسبنا ويناسب طبيعتنا وبيئتنا وحيواناتنا التى نأكل منها اللحم وحليبها وما إليه وأرضنا والتربة والنبات الذى ينبت فيها يختلف عنهم فأرجو ألا يدخلوا يجردونا من ملابسنا و يجردونا من أكلنا ويدخلوا لنا فى المطبخ ويدخلوا لنا فى البيت ويدخلوا لنا فى الدين ويدخلوا لنا فى اللغة و يجردونا من كل هذه المقومات.

بودى أن تكون لافريقيا مرجعية واستقرار أنا كتبت .. عندى موقع فى الانترنيت الذى يريد أن يكتب عنوانه وبعد ذلك تحصلون عليه الذى هو / القذافى يتحدث / اسمه / القذافى يتحدث / دبليو دبليو دبليو دت وبعد ذلك القذافى وبعد ذلك دت او ار جى هذا تجده باللغة العربية والانجليزية والفرنسية .. فأنا كتبت .. أفكارى أكتبها دائما فى هذا الموقع للعالم فكتبت عن المرجعية والاستقرار فى أفريقيا أرجو أن تطلعوا عليه‌.

أفريقيا فى حاجة إلى مرجعية وإلى استقرار. أفريقيا مثلما تعلمون بعد الاستعمار مرت بمرحلة التحرر على يد قادة أفذاذ تاريخيين من أمثال نيكروما وبن بله وناصر ونيريرى ونيكيتا ولومبومبا وموديبو كيتا وكاوندا إلى آخره .. هؤلاء القادة حرروا شعوبهم وعندهم برنامج ثورى تحررى استمروا فى محاولة التطبيق وأسسوا أول شىء .. اتفقوا على تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية هم الآباء المؤسسون .. أسسوا منظمة الوحدة الأفريقية .. الاستعمار تآمر على هذه الطبقة من القادة وقرر إسقاطهم ليحل محلهم عملاء له .. وفعلا تمت الإطاحة بكوامى نيكروما والتصفية الجسدية للومومبا والإطاحة بموديبو كيتا إلى آخره .. عبد الناصر حاولوا ضده ستين‌ محاولة .. أحمد سيكوتورى لا أعرف أربعين محاولة ضده إلى آخره .. لا أريد أن أذكر الكل قد تكون هناك حساسية . المهم أن هذه الطبقة من القادة الثوريين كانت أفريقيا فى عصرها الذهبي .. أسسوا منظمة الوحدة الأفريقية والإرادة التحررية والعزيمة والإصرار على توحيد أفريقيا وتقدمها .. الاستعمار تآمر عليهم وأسقطهم.

بعد هذه المرحلة دخلت أفريقيا مرحلة الانقلابات العسكرية .. أصبح الحقيقة الذين يحكمون أفريقيا عسكريين لايعرفون إلا العلوم العسكرية وأحيانا كانوا ضباط صف وترقوا إلى رتبة ضباط .. وأحيانا ضباط صف أنفسهم قاموا بانقلاب … فالقيادات أصبحت هزيلة جدا فى أفريقيا،الحقيقة لأن هذه الطبقة أبعد ما تكون عن السياسة وعن الاقتصاد والاجتماع وعن التكنوقراطية والبيروقراطية والروتينية والإدارة والعلم أبعد ما يكون عن‌ هذا .. فمرت أفريقيا بمرحلة مهزلة بالانقلابات العسكرية .. وأنا كنت شاهدا .. كل دولة أفريقية عاصرت ثلاثة أربعة خمسة انقلابات عسكرية فيها،ولم تتحقق أى نتيجة من هذه الانقلابات .. عسكرى بعد عسكرى .. مرحلة عدم الاستقرار بسبب الانقلابات العسكرية . جاءت المرحلة الثالثة وهى مرحلة التعددية والانتخابات .. الانقلابات العسكرية مثل الانتخابات ..الانتخابات مثل الانقلابات باللغة العربية مسجوعة لا أعرف باللغتين الإنجليزية والفرنسية كيف تأتى . كلها عدم استقرار أربع سنوات ويطلع رئيس آخر .. الذى عنده برنامج يريد تحقيقه لا يستطيع تحقيقه .. بعد ذلك فيه تحديد من الدساتير ، إن الدستور يقول: إن الرئيس لا يحق له أكثر من مرتين .. لنفرض إذا كان الرئيس ينفع لماذا نلجم إرادة الشعب ونقول له بعد مرتين لاتنتخبوه .. الناس تريده .. يجب أن تكون الطريق أمامه مفتوحة ومن رأيى أن تتعدل الدساتير الأفريقية وأن لا تعمل عسفا على إرادة الشعوب .. الشعب الذى يريد أن ينتخب الرئيس مرة ومرتين وعشرا،فلتكن الطريق مفتوحة أمامه دستوريا .. لماذا نحرم الشعب من رئيس مفيد عنده برنامج ويريد أن يطبقه .. لكن لكى يطبق هذا البرنامج التقدمى لصالح بلاده يصطدم ويضطر إلى أن يتخلى لواحد آخر قد يكون معاكسا له يدمر حتى برنامجه الأول . الانتخابات ليس فيها استقرار بالنسبة لنا ولم نستفد منها .. التعددية هذه شكلية وهى تلبية لأوامر من الغرب ومن المصرف الدولى والتجارة الدولية وصندوق النقد الدولى والاتحاد الاوروبى وأمريكا .. كلهم يشترطون تقديم المساعدات والقروض ومد أيديهم بإقامة تعددية .. نعمل تعددية بطريقة تعسفية هذه ليست تعددية .. أمريكا لا توجد بها تعددية .. بريطانيا لا توجد بها تعددية .. إسبانيا لا توجد فيها تعددية .. إيطاليا لا توجد فيها تعددية .. أين التعددية هم كلهم يحكم فيهم حزب واحد .. أمريكا يمكن أن تكون محكومة برئيس واحد وبحزب واحد لاشريك له .. هم حزبان أصلا .. وأحزاب كلاسيكية عبارة عن منابر ليست أحزابا حقيقية.

فما بالك فى أفريقيا .. أفريقيا لا تعرف الأحزاب نحن قبائل ونحن أقرب إلى النظام الجماهيرى النظام الشعبى .. أقرب إلى المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية هى التى تناسبنا أكثر من الأحزاب .. شعوبنا لا تعرف الأحزاب ولا تعرف حتى الانتخابات .. فهاهي مصر دولة مستقلة من زمان وعريقة عندما عملوا الانتخابات فى الصعيد جاؤوا لواحد مصرى وقالوا له: لمن من المرشحين تعطى صوتك؟ قال:أعطى صوتى لسعد زغلول .. سعد زغلول هذا ميت من عام 1920 وهو الذى قاد ثورة 001919 لأنه قام بثورة 1919 لازال فى أذهان الفلاحين والناس .. سعد زغلول وهو ميت من عشرات السنين قال نعطى صوتى لسعد زغلول.

فى بلد أفريقى قريب منا وزعوا صور المرشحين للانتخابات حتى تتعرف الناس عليهم وترى صاحب الصورة وصورته على الصندوق .. الناس أخذوا الصور ورجعوا بها إلى بيوتهم وعلقوها فى بيوتهم ..قالوا لهم:كيف لم تعطوا صوتكم أحدا .. قالوا نعتقد أن الانتخابات هى أنك تأخذ صورة الشخص هذا وتضعها فى بيتك .. لا نعرف . حتى الاستفتاء عندما نقول استفتاء يعنى غير معقول .. نحن جماهيرنا لا يعرفون هذه الأشياء لأنها لا تناسبنا.

الحقيقة دخلنا فى مرحلة عدم استقرار ثانية وهى الانتخابات والتعددية .. بعد أن ثبت فشل هذه المرحلة دخلنا فى مرحلة أخرى وهى مرحلة التمردات .. انقلابات .. انتخابات .. التمردات ..رئيس منتخب لايتم مدته يتم التمرد عليه أمثلة أمامنا الآن موجودة .. ساحل العاج رئيس منتخب . ها هو حصل عليه تمرد ليبيريا رئيس منتخب أطيح به غينيا بيساو أطيح به ساوتومى وبرنسيب رئيس منتخب أطيح به .. بعد ذلك تم إرجاعه بواسطة مجموعة غرب أفريقيا .. أفريقيا الوسطى رئيس منتخب أطيح به‌ التمرد موجود الآن فى عدد من البلدان هناك تمردات فى السودان تمردات فى تشاد .. تمردات فى بوروندى فى رواندا فى أوغندا كل هذه الدول متعرضة للتمرد .. إذن الانتخابات لم تحل المشكلة نحن نحتاج إلى الاستقرار ،والاستقرار يجب أن يكون فيه ثبات فى القيادة السياسية .. والسلطة يجب أن‌ تكون للشعب بالمؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية وهى الثابتة .. الثابت الشعب .. الجماهير هى الثابتة ،إذن نعطى السلطة للشىء الثابت للشعب .. المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية .. المؤتمرات الشعبية اللجان الشعبية هى الثابتة .. بعد ذلك من ناحية الثبات والاستقرار لكن هناك المرجعية، لابد من المرجعية عندما يحصل خلل مثلما حصل فى سيراليون .. فى ليبيريا .. فى وسط أفريقيا .. فى بوروندى،ما هى المرجعية لابد لأفريقيا من مرجعية وأنتم ترون فى بعض بلدان العالم أن هناك ملكا مثلا أو ملكة ليس له علاقة بالسلطة التنفيذية أو التشريعية لكنه معمول احتياطيا كمرجعية .. لما تختلف كل هذه السلط هو يحسم الأمر .. عندما ينتخبون كل الذين يريدونهم يأتى ليوافق عليهم ويوقع عليهم‌.

لابد من مرجعية .. وهذه مفقودة وإذا كانت ليست بالبشر .. ملوك ورؤساء دائمون إلى آخره مثلما كان فى أفريقيا فى المرحلة الأولى بعد الاستقلال فيجب أن تكون مرجعية قانونية وهذه فى أفريقيا مشكوك فيها .. البلدان الأوروبية والبلدان الأخرى فى العالم لديها مرجعية إما ملكيات أو رئاسات دائمة وليس لها علاقة بالسلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية ولكنها مرجعية موجودة يعنى يرجع إليها ويستأنس بها أو البلدان التى ليس بها هذه الملكيات أى بلدان .. أى بلد .. خذ أى بلد من أوروبا هذه فيها مرجعية قانونية يعنى فيها محاكم محكمة عليا .. محكمة دستورية .. محكمة الدولة .. وهذه المحكمة قوانينها ملزمة . ونحن ليس لدينا ولا نستطيع أن نعمل محكمة محايدة ولاتتغير وملزمة .. الحكومة تعمل محكمة موالية لها .. لم نصل إلى مرحلة أن نحترم المحكمة وقراراتها إذن لابد من المرجعية .

بعد ذلك لكى يكون عندنا حلقة وصل بين أفريقيا الأم وبين دول الشتات التى فيها أنتم يجب أن تكون فيه خارجية أفريقية واحدة ووحدة خارجية اقتصادية ودفاع واحد .. يعنى فى النهاية يؤدى إلى وحدة الموقف التفاوضى .. الرئيس / عبدالله واد / قال لكم أمس:عندما جاءت شركات أجنبية تحاول التنقيب عن النفط فى السنغال .. قالوا لها نقبل التنقيب عن‌ النفط عندك بالشروط الآتية .. ما هى الشروط ؟ قالوا له،85 فى المائة للشركة و15 أو 10 فى المائة للسنغال .. قال لهم لا .. النفط إذا كان بهذا الشكل يبقى تحت الأرض للأجيال القادمة التى تكون فى موقف أحسن منّا حتى تستطيع أن تتفاوض ويكون العكس ويكون 80 فى المائة للسنغال و20 أو 15 فى المائة للشركة الأجنبية، وهذا موقف صحيح وسليم .. اللهم يبقى بهذا الشكل ولا تأخذه الشركات الأجنبية .. وهذا هو الذى كان موجودا فى ليبيا قبل الثورة وانقلب بعد الثورة .. ولكن السر هو فعلا أن كل دولة أفريقية على حدة ليس لديها موقف تفاوضى قوى.. فما هى قوة ليبيا أو السنغال أوغامبيا أو ملاوى او بوروندى مثلا ما هى .. قوتها أمام العملاق‌ الأمريكي العملاق الأوروبي واليابان ،الصين ،الاسيان ، دول الكومنولت. الجديدة أو الدول المستقلة التى كانت فى الاتحاد السوفيتى السابق دول المحيط الهندى .. ما هى قوتنا التفاوضية أمام هؤلاء العمالقة ، لاتوجد إمكانية إلا بموقف أفريقي واحد، وهذا لايتأتى الا بوزير خارجية واحد لأفريقيا وبوزير تجارة خارجية واحد لأفريقيا وهذا يوحد حتى الجمارك.. يعنى البضاعة التى تدخل ليبيا عليها نفس الجمارك عندما تدخل جنوب أفريقيا، هذه البضاعة دخلت جنوب أفريقيا أو دخلت ليبيا نفس التسعيرة الجمركية لابد منها.

وعندما تكون عندنا خارجية واحدة .. عند الاتصال بكم فى الخارج يعنى تكون عندنا أداة للاتصال بكم فى الخارج .. ودفاع أفريقى واحد لابد منه .. هذه كلها مرتبطة ببعضها، الاقتصاد التجارة الخارجية والسياسة الخارجية والدفاع هذه لابد منها .. وأرجو منكم أن يصدر ما يؤيد هذه الأفكار من مؤتمركم هذا وتضغطوا بصورة مستمرة على حكومات أعضاء الاتحاد الأفريقى حتى يصلوا إلى خارجية أفريقية واحدة وتجارة خارجية واحدة ودفاع أفريقى واحد.

أنا طبعا قدمت عند قيام الاتحاد الأفريقي فكرة قيام الكونغرس الأفريقي، والحقيقة هذا امتداد للمؤتمر الوطني الأفريقي فى معظم البلدان الأفريقية فى مرحلة التحرر خلق ما سمى بالمؤتمر الوطني الأفريقي، وتحت هذا المنتظم تحررت بلدان أفريقية كثيرة .. منها حركات تحريرية معينة.. يعنى ال أى . ان . سى فى جنوب أفريقيا.. الخ فى سوابو ..يعنى كل البلدان الأفريقية دخلت فيها هذه التسمية وقت التحرر تسمية الكونغرس الأفريقى، وأنا أخذت من هذه التسميات التاريخية الكونغرس الافريقى حتى يكون مثل الكونغرس الأمريكى وعنده الصلاحيات وهو الذى يصدر القوانين لكى تعود السلطة إلى الأمة الأفريقية إلى الشعب الافريقى. إلى المواطن الأفريقي العادى عضو الكونغرس . لكن للأسف عملوا كونغرس أفريقيا عملوا برلمانا أفريقيا استشاريا بدون صلاحيات، أرجو أن يتطور وتصبح له صلاحيات ولكن يجب أن يكون فيه كونغرس.. كونغرس أفريقي حقيقي. حقيقي .. لماذا نخاف من سلطة الكونغرس الأفريقي.

أنتم فى الشتات عرضة لحظوظ قد تكون جيدة .. يعنى ممكن واحد منكم أو عدد منكم تكون لهم مواقع مهمة فى الولايات المتحدة الامريكية فى أمريكا اللاتينية فى أمريكا الوسطى فى أوروبا ..لكن الذى أراه أنا عندما يصل واحد أسود إلى منصب مهم لا يعمل ما نحن نرجوه منه ونتوقعه ولكن نجده يبالغ فى أوروبيته وامريكيته بحيث يكون يانكيا أكثر من اليانكيين أنفسهم .. بمعنى يقول لك: ملكى أكثر من الملك نفسه‌.. لماذا نتملقهم أمامنا نموذج مثلا اليهود فى أمريكا متعصبون جدا للدولة التى أقاموها من‌ طرف واحد عام 48 التى يسمونها إسرائيل .. ويسخرون كل إمكانيات أمريكا لمساندة هذه الدويلة لكن هذا لا يجعلهم يتخلون عن جنسيتهم الأمريكية أو ولائهم لأمريكا ولم يستخدموا الإرهاب ولا العنف ولا القوة ولا الانفصال .. هم يبالغون فى المواطنة الأمريكية لكن من أجل استخدامها لمصلحة الوطن الأم بالنسبة لهم هم أو أرض الميعاد بالنسبة لهم . لماذا عندما يكون واحد أسود احتل موقعا مهما فى الولايات المتحدة الامريكية أو فى أوروبا، لماذا لم يستخدم مواطنته لكونه مواطنا من هذه الدولة لماذا لم يستخدمها لصالح الوطن الأم الذى هو أفريقيا .. هذا لغم يجب أن يفجر .. الحقيقة يجب ألاّ نصمت عنها ويجب أن يطرح النقاش حتى فى أمريكا .. لماذا الأسود خجول فى أمريكا ، لماذا يخجل ؟ أمريكا ليست للبيض فقط أمريكا للكل .. من هو الأمريكى .. الأمريكى أنت وأنا وهذا،وهذا عندما نذهب إلى أمريكا نصبح أمريكانا .. لا توجد قومية أو جنس واحد اسمه الامريكان .. الامريكان هم الأفارقة والهنود والصينيون والاوروبيون‌ وكل من هب ودب يذهب إلى أمريكا ويصبح أمريكيا .. الأرض اسمها أمريكا هى أرض الهنود الحمر الذين هم ليسوا يانكيين وليسوا بيضا .. الهنود الحمر ذهبوا من آسيا وأفريقيا هؤلاء معروفون،الفينيقيون الذين هاجروا إلى هناك‌ وسموهم الهنود ولكن ليسوا هنودا وهذا خطأ واعتقدوا أن الأرض التى وصلوا إليها هى الهند وسكانها حمر فقالوا الهنود الحمر ولكن هم ليسوا الهنود الحمر هم سكان أمريكا الأصليون الذين الآن نطلق عليهم الهنود الحمر هم ليسوا الهنود .. هؤلاء الناس هم أصحاب الأرض .. أما الآخرون فليس لهم الحق فى أن يحتكروا السلطة أو الثروة أو يحتكروا أمريكا لأنفسهم فقط دون‌ الاخرين نحن كلنا متساوون فى أمريكا السود والبيض والصفر والملونون كلنا متساوون فى أمريكا .. أمريكا لنا كلنا.. العالم كله صنع أمريكا .. كل الشعوب صنعت أمريكا .. وبالتالي أمريكا لنا جميعا لا أخجل عندما أطالب بحقى فى أمريكا وعندما أرفع صوتى فى أمريكا ليس بالغريب .. بمعنى أنت وبغض النظر عن الظروف التى أوصلتك كأسود إلى أمريكا والظروف معروفة .

لكن الآن أنت مواطن أمريكى .. لماذا تكون خجولا وتتملق البيض وتتملق اليانكيين حتى تبقى فى هذا المنصب أو حتى يرضوا عنك .. هم ليس لهم الحق‌ في أن يرضوا عنك أو لايرضوا عنك .. أنت هو الذى عندما لا ترضى تشكل عليهم خطرا لأنك تستطيع أن تنادي بالانفصال وتستطيع أن تطالب بالثأر لأنهم نقلوك من القارة الأم ومن الوطن الأم كما تنقل الحيوانات ونقلوك فى السفن كعبد ..وألقوا بنا فى المحيط بالملايين وحملونا بالوزن وبالعضلات كأننا بغال و كأننا حيوانات، و ردمنا لهم المستنقعات وعملنا لهم الطرق الحديدية وبنينا أمريكا وبنينا أوروبا.

نحن الذين يجب أن يجاملونا و يتملقونا لأنهم هم الذين عملوا بأجدادنا الويلات .. وحسبونا أن نبقى صامتين وراضين بأننا أمريكان ونسينا العبودية ونسينا الرق ونسينا عندما كانوا يلقون بأجدادنا فى المحيط ..فينا من هو مريض‌ يلقونه فى البحر والذى يتمرد يلقونه فى البحر ويصطادوننا من الغابة بالشباك .. نحن لم ننس كل ذلك .. شاهدوا فيلم الجذور هو واضح أمامنا ..اعرضوا لقطة منه ومن جانب هذه المأساة.

عندى بعض الملاحظات المتبقية قصيرة جدا طبعا أنا أدعو المثقفين الأفارقة إلى أن يستلموا فى هذه المناسبة الكتاب الأخضر وأن يدرسوه جيدا وأن‌ يدعوا إلى تطبيقه فى أفريقيا لكى نتجنب كل السلبيات ونحن نحاول أن نبنى أفريقيا الجديدة بدون تجربة ذاتية وبتقليد أعمى وليس لدينا بيئة مناسبة لهذه الأشياء المستوردة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ..أرجو أن تقرؤوا الكتاب الأخضر وأن نعود إلى سلطة الشعب .

وأرجو أن ينبثق عن هذا المؤتمر، أخى الرئيس واد والرئيس كوانرى، أن تساعدوا إخوانكم الأفارقة المثقفين فى الشتات لكى يقيموا رابطة أو جبهة نتصل بها .. نتصل بجسم أو جهة محددة ولانكون مشتتين كأفراد .. مثلما قلنا اليهود فى كل مكان رغم ولائهم لأوطانهم التي هم فيها فى الشتات ولكن يسخرونها لخدمة دولتهم الأم حسب اعتقادهم .. نحن الأفارقة يجب أن نكون هكذا .. السود فى كل مكان يجب أن ندين بالولاء للبلدان التى نحن فيها ولكن نستخدم هذا الولاء لصالح قارتنا ولصالح الوطن الأم‌.

وأرجو أن تظهر دعوة قوية منكم بالإسراع بقيام الولايات المتحدة الأفريقية .. وبالتالى لانقول لا .. الدول الافريقية كثيرة وصعب توحيدها .. لا بالعكس نحن حجمنا يوازى دولة واحدة وبعد ذلك نحن أمة واحدة ولون واحد وجنس واحد ونكون لغة واحدة .. دين واحد وهوية واحدة ولانقبل حاجة اسمها الاثنية العرقية فى أفريقيا ليس هناك أجناس فى أفريقيا .. يوجد جنس أفريقى واحد كله حتى الذى أتى من مكان آخر واستوطن أفريقيا فى النهاية هو خلاص أصبح أفريقيا، حتى العرب الذين جاؤوا لشمال أفريقيا هم الآن أفارقة غصبا عنهم خلاص .. بعض العرب منذ 5000 سنة الذين‌ هم العرب البربر والعرب الذين جاؤوا بعد الإسلام منذ 1000 سنة هؤلاء غصبا عنهم فى المستقبل سيصبح لونهم أسود وهم أفارقة مثل الشعوب التى قبلهم، يعنى شعوب كثيرة عربية دخلت فى أفريقيا والآن لاتعرف أنها عربية وأن أصلها عربى.. ومواطنون هنود ومواطنون من أندونيسيا الآن لايقول أنا أندونيسى أو أنا هندى يقول أنا أفريقى .. فالهوية الأفريقية الواحدة واللون الافريقى الواحد والدين الافريقى الواحد واللغة الأفريقية الواحدة والخارجية الافريقية الواحدة والدفاع الأفريقى الواحد هذه لابد منها لابد أن تحرصوا عليها وأن نعجل بقيام الولايات المتحدة الأفريقية.. بعد ذلك هناك الفاقد نحن نبعث أولادنا ولايرجعون بعد أن يتعلموا .. يجدون المعامل ويجدون التقنية التى تعلموها موجودة فى تلك البلدان وليست موجودة فى أفريقيا .. وهذا فاقد كبير كبير جدا جدا وهذه خسارة يعنى معناها أننا نعلم أولادنا من الروضة ومن الابتدائى والإعدادى والثانوى والجامعة .. نعلمهم لمصلحة الدول الاستعمارية .. بعد أن يتخرج يذهب لدراسات عليا هناك ويبقى ونحن نخسر .. هذه معضلة لابد من أن نفكر فيها أولا الذى فقدناه يجب أنتم أن تضموه .. ينضم إلى الشتات ينضم إلى الأفارقة الذين فى الخارج‌.

يعنى أن تتبنوه حتى يكون العلم الذى تعلمه يسخر لخدمة القارة الأفريقية .. وطنه وأهله و قبيلته تستفيد منه التى علمته وهو طفل إلى غاية أن تخرج، بعد ذلك يتركها ويضع إمكانياته كلها وعلمه كله فى خدمة الدول الأجنبية ودول استعمارية هذه فكروا فيها .. يعنى الأفارقة الذين علمناهم ولم يرجعوا وبقوا خارج أفريقيا وفى خدمة الدول الاستعمارية لابد من حل معضلتهم .. أول شىء أنكم تضمونهم إليكم إلى المنتدى الأفريقي الخارجى أو الجبهة أو الرابطة مثلما تريدون تسميتها .عندما نرى بلدانا مثل استراليا وبعض البلدان الأخرى ممكن فى القارة الامريكية شمالها وجنوبها نجد أن الأفارقة هم السكان الأصليون ..لكن البيض ، هم الذين يسيطرون عليهم وكأن المنطقة هذه منطقة للبيض ، وهم السكان الأصليون.. هذا يجب ألا يستمر. كيف نحن موجودون فى الجزر التى حول أفريقيا وموجودون فى بلدان كثيرة وشتات كثير عندنا ونحن السكان الأصليون، لماذا نبقى غرباء فى الولايات المتحدة الامريكية وغرباء فى استراليا وغرباء فى بريطانيا وغرباء فى الكانرى ..غرباء فى المالفيانس كيف نبقى غرباء فى الرينيون ؟.. هذه بلداننا نحن موجودون فيها .. نحن الأصل .. نحن السكان الأصليون خرجنا من أفريقيا ووجدنا تلك البلدان خالية وبقينا فيها وهم الذين جاؤوا بعدنا.

أناأريد أن أستذكر أمجادنا وتاريخنا وحضارتنا حتى نتزود بها لمواجهة التحديات ويكون لدينا ثقة فى النفس ونحن لسنا عبيدا ولاحيوانات ونعرف ربنا قبلهم، وعندنا حضارات قبلهم ونستذكر إمبراطورية الياروبا وامبراطورية الكونغو والباكوبا ..البالوبا ولاوبا وامبراطورية داهومى وغانا والبلوند والمسيرى وامبراطورية مالى والكوش ومروة ونباتا والسيكسيون قبل الميلاد وامبراطورية الفوجو ..الامهرة والتغراى وممالك الاشانتى والفانتى والسفانا والبريرو والكيتارا وامبراطورية الزولو وزيمبابوى إلى آخر الامبراطوريات التى تبين أننا أمة متحضرة وشعوب متحضرة والآثار موجودة والنحوت موجودة .. نحن الأمة التى لم تعبد صنما .. أفريقيا ليس بها أصنام ديانتها التوحيدية التى لم أقلها فى حكاية الدين .. إلا فى /الاشانتى / وجدوا آثار أصنام أما فى غيرها فليس هناك أصنام.. فى أفريقيا توجد ديانات حنيفية.

أنا أحيى هذا التجمع وأفتخر بكم ، وأمد يد العون لكم ويدى ممدودة إليكم ، وشقيقتكم ليبيا فى خدمتكم وقاعدتكم وبلدكم‌.. وأحيى أخى الرئيس عبد الله واد هذا القائد الديناميكى المثقف والأستاذ.. وأحيى الأستاذ كوانرى هو أيضا أستاذ وهو الذى يفهم المثقفين وهم الذين تبنوا هذه الأعمال ونحن‌ الذين ساعدناهم فقط .

ملاحظة أخيرة . مرة طلبت من كل الدول الأفريقية أن يقولوا لى ما هى بلد جبرائيل قبرائيل الذى تم إعدامه عام 1800 لأنه قاد ثورة حقيقية فى أمريكا ضد العبودية وخطط لها وقام بالهجوم على مدينة رتشموند فى فرجينيا مع الآلاف من العبيد .. آلاف من السود من أجل تأسيس دولة مستقلة للسود ، والكتاب الأخضر يقول : إن السود سيسودون العالم ولكن تم القبض عليه وأعدم . كنت أبحث عما هى دولته حتى نعمل له تذكارا فى الذكرى 200 لإعدامه عام 2000 ولم يأتني جواب إلى الآن وأرجو أن تأخذوا هذه المعلومة عندكم ، وأن تبحثوا لى عنها لكى نعمل له تذكارا فى بلده فى أفريقيا.

أحييكم ، والسلام عليكم ، وعاشت أفريقيا، وعاشت الولايات المتحدة الأفريقية.