البحار الداخلية و الأساطيل الأجنبية

7.8.2010

إذا كنّا جادِّين في حفظ السلام العالمي ، و في تجنّب الحروب و تجنيب الشعوب ويلاتها ، و إذا كان ذلك ليس نفاقا
و ليس دعايات انتخابية حسب النظرية البالية السائدة الآن ، فإن هناك خطوات عملية يجب على العالم الاتفاق عليها كلها ، و البدء في تنفيذها و في مقدمتها التخلص الكلي – لا جزئي و لا تدريجي – من أسلحة الدمار الشامل، و هذا الموضوع قد يتم الحديث فيه مفصلا في مقالة أخرى. و بما أننا الآن بصدد الحديث عن البحار، فإذا كنّا جادِّين فعلا في حفظ السلام العالمي يجب أن تكون عندنا الشجاعة لاتخاذ الخطوة الآتية:

الاتفاق على عدم وجود أساطيل حربية في البحار الداخلية و كذلك الخلجان  باستثناء أساطيل الدول المطلة عليها ،
و هي البحر الأبيض المتوسط و البحر الأسود و بحر البلطيق و البحر الأحمر والخليج الفارسي العربي.

هذا إذا كناّ جادِّين و نسعى لصنع  سلام حقيقي و يهمنا السلام ؛ و لا شك في أن السلام مهم و لكنه يهم الشعوب و الناس العامة التي يموت الملايين منها في الحروب ، أما الطغاة و البغاة و الأباطرة و القادة أمثال هتلر فقد لا يهمهم السلام.

و يجب أن تتبنى الأمم المتحدة هذا الاقتراح ، و المطلوب من كل الهيئات التي تمثل ضمير العالم و تهمها سلامة البشرية أن تفرض هذا الاقتراح على القوى غير المكترثة و الطاغية عدوة الشعوب، و المهددة للسلام، و أن تتخذ من طرفها كل الإجراءات لمنع تواجد الأساطيل الأجنبية في البحار الداخلية حتى يتم الاعتراف بذلك.

و ما لم يتم تبني هذا الاقتراح رسميا فعلى القوة المحبة للسلام أن تكون مضطرة إلى إغلاق مضيق جبل طارق و الدردنيل و باب المندب و مضيق هرمز و بحر البلطيق أمام الأساطيل الأجنبية الحربية عدا أساطيل الدول المطلة عليها.

و أن يسمح لكل السابلة البحرية المدنية لكل دول العالم.