عشبه الخلعة والشجرة الملعونة

بشرى للمخلوعين والمخلوعات..! لقد وجدت عشبة في سهل بنغازي وهي الآن تباع في دكان الحاج حسن.. وحسب المقابلة التي أجريت معه شخصيا وشهدها أكثر من ثلاثة ملايين مشاهد، فإن العشبة دواء شاف للمخلوعين.. أما الذين لم يتم خلعهم بعد، فلم يذكر الحاج حسن شيئا عنهم. ولكن بمجرد خلعهم تكون العشبة المذكورة بلسما ودواء لهم. هذا عن عشبة الخلعة.. أما بقية الأمراض، فالدواء متوفر لها أيضا في دكان الحاج حسن ولكن ليس بعشبة الخلعة.. بل بأعشاب أخرى.. ثمة عشبة للعقم بكل أنواعه حسب تأكيده بنفسه.. العقم الإنجابي.. والعقم الإنتاجي.. وربما الفكري أيضا وكذلك دواء الدوخة.. إذا داخ رأسك وأصابك الدوار لأي سبب حتى ولو دخت وأنت تبحث عن قميص لابنك كان بدينار واحد في السوق العام المملوك للشعب.. ثم وجدته الآن بعشرين دينارا في متجر خاص ورجعت الى السوق ولم تجد القميص هناك.. ثم رجعت الى المتجر الخاص ووجدته قد ارتفع ثمنه إلى(25) دينارا خلال غيابك خمس دقائق، فإن الحاج حسن يؤكد أن لديه عشبة دواء لمثل هذا الدوار التقطها من نباتات المراعى.. ناهيك عن الدواء الناجع الذي اكتشفه نفس الحاج حسن في شجيرة الصبيرالتى وجدها تنبت بكثرة داخل أسوار المقابر القديمة، وهي تعطى من يتداوى بها صبرا على ما يراه أمام عينيه من استغلال داخلي وهوان عالمي كصبر أهل القبور. وهذا هو سر نباتها داخل المقابر.. وفي هذا المتجر على الأقل قائمة طويلة من النباتات التي حسبما شرحها العم حسن تغنى عن الوقاية وعن العلاج.. وتكفيك مشكلة التردد على العيادات الخاصة والعامة.. والمستشفيات.. ولو هدانا الله واتجهنا الى هذا المتجر.. حتى ولو وقفنا ساعات أو أياما أو شهورا في أر تال طويلة للحصول على هذه الأدوية، لكان خيرا لنا من أي شئ وراءنا.. لم لا نوسع بالنا وننتظر في الصف حتى نشترى هذا الدواء؟ نحن قطعنا أشجار مزارعنا وحولناها إلى مبان.. ونحن ذبحنا حيواناتنا.. وسنذبح بقيتها في عيد الأضحى المبارك.. والمجتمع يعلم أولادنا على حسابه..والإذاعة المرئية والمسموعة تبث لنا مجانا، وما علينا إلا أن نتفرج ونسمع وننتقد حسب مزاجنا.. ومجاراة لنا فهي تشترى أشرطة للرسوم المتحركة لتلهية أطفالنا عنا، ولا يهم إن كانت هذه الأشرطة ضارة أو غربية أو حتى من صنعها وما هي الفكرة من وراء صنعها، المهم أننا لا نعمل ولا ننتج ولا نتعب وراء أطفالنا، كل شئ يقوم به المجتمع..والذي لا يعمل لا ينتج.. وياكل. وحتى الدفاع يبدو أنه ليس من مسؤوليتنا برغم أننا كذبنا على أنفسنا وقلنا: الدفاع عن الوطن مسؤولية كل مواطن ومواطنة.. فنحن نعمل جاهدين على التنصل من هذا الواجب المقدس، نحن دعاة سلام ومحبة.. وشعارنا(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)فعلى الإسرائيليين منا ا لسلام والرحمة والبركة.. وكذلك الميركان.. وحلف شمال الأطلسي وحلف داود. وعليهم أن يردوا علينا بنفس التحية أو بأحسن منها فننتظر كل يوم من الإسرائيليين وحلفائهم أن يقولوا:السلام على الرابطة وتاجوراء ورأس لانوف والقدس وبغداد. وفعلا نحن ما حاجتنا بمصنع الأدوية في الرابطة أو رأس لانوف ما دام الحاج حسن جمع لنا كل الأعشاب التي تشفي من كل الأمراض حتى مرض العقل والقلب والنظر.. والكرومة أو الكرامة فإن المقابلة كانت قد شوشت عندما كان الحاج حسن يشرح مفعول عشبة مهمة.. وسمعت أنه قال: ضد داء الكرومة أو الكرامة وربما حتى داء الشيخوخة لأنه حسب سمعي قال: عشبة ضد الكبر أو الكبرياء أوشىء من هذا عموما له علاقة بالشيخوخة على ما يبدو.

نحن إذن سعداء.. لقد تخلصنا من كل شيء.. مساكين الذين ليسوا مثلنا يدافعون عن أوطانهم بأرواحهم وينزفون دما من أجلها.. ويتصببون عرقا من أجل الإنتاج ويحفرون الأرض بأظفارهم.. ويزرعونها شجرا وفوما وقثاء.. مساكين الإسرائيليون الذين يعيشون وأصابعهم على الزناد ليحتفظوا باحتلال فلسطين. مسكين نورييجا وأورتيجا ..مساكين حتى الميركان الذين ينفقون المليارات لتسليح الفضاء دفاعا عن أمريكا.

أما نحن، فعلينا وعلى عشعبة الخلعة.. والخرشوف.. ويجب المضي قدما وبدون تردد.. ولا ترهبنا صيحات الاستنكار ولا يفت في عضدنا شئ.. المضي قدما وبكل عزيمة قوية ورباطة جاش.. في قطع الأشجار المثمرة فإن شركة المعمورة مكلفة شعبيا باستيراد المعلبات ولو من السماء، هلموا بعد أن تحررتم.. وأصبحت السلطة للشعب.. ولا سلطة لسواه.. هلموا لقطع دابر الزراعة واجتثاث جذورها والإسراع في التحول ليس التحول الثوري.. بل أقصد التحول.إلى تجار.. وسنفازة.. وباعة متجولين، علموا أولادكم الحفاية والسمسرة.. والتفريش في الشمس والزمهرير، استمروا أيها الأحرار اناء الليل وأطراف النهار في قطع الأشجار ومحو الاخضرار من على وجه الأرض الأبية، هشمو ا بسواعدكم المفتولة غابات الجبل الأخضر وأشجار النخيل من مزارعكم وابنوا على أنقاضها متجرا أو محل تزيين أو حلواني أو مقطع جير. ما قيمة النخلة ما دام العالم يصنع لنا الحلوى!!؟ نحن نفضل تمرا بلا شوك.. وبرتقالا بلا قشور.. وزيتونا بلا شجرة.. اقطعوا الأشجار وخاصة الشجرة الملعونة الزيتونة والنخلة.

هكذا سنقف على قدم المساواة مع الأمم القوية المتجبرة وسنكون في مأمن من الصواريخ ذات الرؤوس النووية.. ولهذا سنقهر التخلف الذي طال مداه وسنصنع التقدم..